العامة والخاصة ، ولهم متى ضايقتهم الأزم ، ولو أنهم قبلوا نصحه وساروا ، ولو ببعض ما جاء به الاسلام ، لما سار أبو بكر وعمر لما بلغ الأمر إلى قتل عثمان ، ولكنهم نبذوها جميعاً وراء ظهورهم واستخفوا بالكتاب والسنّة والمسلمين ، وبلغت بهم الوقاحة أنهم يعيبون ويكيلون التهم لكل آمر بمعروف أو ناه عن منكر انهم يريدون الفتنة ، واللّه لهم بالمرصاد . 6 - عبد اللّه بن عباس : الجد الأكبر للخلفاء العباسيين ، وابن عم رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) وابن عم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ويطلق عليه حبر الأمة ، كان عدى أنه من الصحابة الهاشميين ، كان عالماً مجتهداً متبحراً ، ومن ذوي الآراء السديدة ، وأحد الأفراد الذين يؤمى إليهم بالبنان ، ولطالما كان يصطحبه الخليفة الثاني في حله وترحاله ، وكان له معه أحاديث وأقوال ، وهو الذي أدلى إليه بحديث القلم والقرطاس الذي طلبه رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) في مرض موته ، وحال دونه عمر . وهو الذي جادل عمر حينما أراد أن يلوم علياً ، وقد مرت أحاديثها في الموسوعة في الكتاب الرابع للخليفة الثاني عمر بن الخطاب . وهو من الأفراد القلائل الذين لا يستغنى عن مشورتهم الخلفاء ; عمر وعثمان وعلي ( عليه السلام ) . ولم يخف على ابن عباس دقائق الأمور الجارية في البلاد الاسلامية وأعاظمها من زمن رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) ومن أتى من بعده ، وهو رغم مقامه الشامخ كان ممن حافظ بقدرة بصيرته وسلوكه من أن يكون حلقة الوصل بين آل البيت واندادهم ، ويسايرهم رغم ما يشعر به من هضم الحقوق وأبعاد بني هاشم ، ورغم ما يشعرون به من عظم الشكيمة ، والعلم الغزير ، ووسعة الفكر فلم يحظ منهم بالحظوة أكثر من المشاورة والمجاملة ولم يحظ بما حظي به الأذناب والطلقاء أمثال معاوية وأخوه سعيد وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة ، والولاة الآخرين