استقبلنا من أمرنا ما استدبرنا نصرناه . هكذا نرى في جميع ما مر أن عثمان وآل أمية وطلحة والزبير وعائشة وأشياعهم إنما الدين لهم كما قال الإمام السبط الحسين ( عليه السلام ) الشهيد سيد شباب أهل الجنة وريحانة رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) : « الدين لعلق على ألسنتهم يدورونه أينما درت معائشهم ، فإذا محّصوا قل الديّانون » . 4 - الزبير : وقد مر ذكره ، هذا هو الزبير بن العوام أحد العشرة المبشرة وأحد أعضاء الشورى الستة ، وزوج أسماء أخت عائشة ، بنت أبي بكر ، وابن عمة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، هذا الزبير الذي كان في بادئ أيامه مع علي ، وجرد سيفه دفاعاً عن حق عليٍّ يوم جاء عمر بن الخطاب وجماعته إلى دار الإمام علي وفيها الصحابة مجتمعين ، وفيهم الزبير لأخذهم وارغامهم للبيعة ، فكان الزبير من المدافعين عن حق علي المغصوب والناقمين على الغاصبين حق آل بيت الرسالة . هذا الزبير الذي قال فيه رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) لعلي يوم وجده يطريه أنه سيقاتله مع الفئة الباغية وهو ظالم له ، هذا الحديث هو الذي ذكّره به الإمام علي يوم التقى الجيشان في حرب الجمل وتجنب الحرب . هذا الزبير الذي ظل موالياً لعلي حتى شب ابنه عبد اللّه بن الزبير ونشأ تحت تأثير خالته عائشة التي ظلت من ألد أعداء آل البيت ، وغذته تلك العداوة والبغض لعلي وبنيه حتى قال الإمام علي ( عليه السلام ) : لقد كان الزبير موالياً لنا حتى شب ابنه عبد اللّه واستحوذ على أفكاره وعقائده فأماله من المحبة إلى الخصومة ، وانقاد لابنه ولعائشة وطلحة وأعلن بعد الولاء العصيان ، وأصبح من خصوم علي الأشداء ، وكان عاقبة أمره خسرى . ولسوف ترى عنه وعن خصومته لعلي في حرب الجمل ، وقبل أن يذكّره