قتل ابن عفان أو التحريض عليه وهو الصادق الأمين . جاء في العقد الفريد ج 2 ص 223 من كتاب لأمير المؤمنين علي إلى معاوية : أما بعد فواللّه ما قتل ابن عمّك غيرك ، واني لأرجو أن ألحقك به على مثل ذنبه وأعظم من خطيئته . فترى هنا أنه يشهد أن معاوية هو القاتل . لماذا ؟ نعم لأنه أغرى عثمان بالمخالفات وخانه عن مساعدته حين تأزم الوضع ، وانه أعظم جناية وأبعد عن حدود اللّه وسنته وأكثر نفاقاً وفسقاً من عثمان . وقد كان ثابتاً لأمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) أن كل قطيعة ومال أعطاه عثمان هو مخالف لدين الاسلام ونصوصه ، حينما قال في خطبته في اليوم الثاني من بيعته : « ألا إن كل قطيعة أقطعها عثمان وكل مال أعطاه من مال اللّه فهو مردود في بيت المال ، فان الحق القديم لا يبطله شيء ، ولو وجدته قد تزوج بالنساء وفرّق في البلدان ، لرددته إلى حاله ، فان في العدل سعة ومن ضاق عنه الحق فالجور عنه أضيق » . نهج البلاغة ج 1 ص 46 ، وشرح ابن أبي الحديد ج 1 ص 90 . ولولا الخيانة من الناكثين في حرب الجمل والقاسطين في حرب صفين والمارقين في حرب النهروان ، وقبلها لولا أم الفتن في السقيفة ، والفتنة الكبرى في الشورى ، لكان وجه الأرض مليء من فضائل الشريعة الاسلامية والعدالة والمساواة والمحبة والتآخي والسلام ، بإمارة أمير المؤمنين وولي المتقين علي ( عليه السلام ) والأئمة الميامين ( عليهم السلام ) من ذرية رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) وذريته . 2 - عبد الرحمن بن عوف : مر وذكرنا أن عبد الرحمن بن عوف الزهري من الصحابة ، ومن العشرة المبشرة وصهر عثمان ، والذي جعله عمر بن الخطاب الخليفة الثاني أحد أعضاء الشورى المبرزين يوم قال : إذا تساوى أعضاء الشورى لانتخاب الخليفة فالثلاثة الذين معهم عبد الرحمن بن عوف هو الخليفة ، ومن خالف فاقتلوه .