ولم يعر بذلك عمر أهمية بما أدلته وأوصته نصوص الكتاب الواردة في علي وحده والبالغة ثلاثمئة آية ونيف في عليٍّ بالذات ، منها خاصة بالولاية على المسلمين بعد اللّه ورسوله في آية الولاية قوله تعالى : ( إنما وليكم اللّه ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) . الآية ( 55 ) من سورة المائدة . وآية الابلاغ ، وآية الاكمال النازلة في يوم غدير خم ، والذي أمر اللّه رسوله أن يبلغ المسلمين بخلافة وإمارة وولاية عليٍّ بعده ، وأمره أن يصرح ويأمر أن يبلّغ الشاهد الغائب . وهنّأه المسلمون جميعاً أخص منهم أبو بكر وعمر ، نعم عمر نفسه ، واللذان قالا له : بخ بخ لك يا علي لقد أصبحت ولي كل مؤمن ومؤمنة ، بعد أن خطب رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) وهو رافع بذراع عليٍّ على رؤوس الاشهاد ، وبعد مقدمة مسهبة استشهد بها المسلمون ، قال : ألم أكن أولى بالمسلمين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى . قال : من كنت مولاه فهذا علي مولاه . اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره وأخذل من خذله ، وحضر ذلك الجمع الغفير الحاشد جميع المهاجرين والأنصار وما يفوق على مئة ألف من المسلمين كانوا شهوداً رجالاً ونساءً . وهناك الآيات الجمة في فضل عليٍّ ( عليه السلام ) وعترته ، وهناك وصايا رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) الصريحة وأوامره ، وهناك عهده حتى في مرض موته الذي اعترف به عمر نفسه وقد جئنا بها وبأسنادها في الأجزاء الأربعة الماضية . وهناك الأوامر الصارمة في حب عليٍّ ومنع بغضه ، وان مبغضه منافق ، وفي أخرى فاسق ، وفي أخرى كافر ، وإن محبه مؤمن ، وإن علياً أقضاكم ، وإن علياً أعلمكم ، وانه باب مدينة علم رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) وانه المطهر من الرجس في آية