مثل عمر بتفضيله البعض على بعض ، فهو نفس رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) لا فرق عنده بين الضعيف والقوي ، والعربي والعجمي أبداً . فلا طمع لهم ببيت المال بعد هذا فلا بد وأن تصبح لهم ولاية ، وبيدهم بيت مالها يروون بذلك جشعهم الذي لا يشبع . وإذا وجدا الإمام حين جاءا يكلماه وهو مشغول في بيت مال المسلمين ، فيخرج لمقابلتهم ويطفئ مصباح بيت المال ويضيء آخر وحين يسألاه يخبرهما أن مهمة بيت المال بمجيئهما قد انتهت فلا يحق له الاستفادة من مصباح بيت المال ، ويستفاد من مصباحه الخاص هكذا كان علي ، وعندها يئسا من ابتزازه كما كانا يفعلان مع عثمان . وتوجها للخروج إلى ما يوسعان رقعة أموالهما ، فتوجها للبصرة ، وأول ما بدآ باتزاز بيت مال المسلمين كما يأتي في حرب الجمل . هذا هو الزبير أحد العشرة المبشرة والذي سوف نفنّد هذه الرواية التي وضعتها يد الانحراف والدس والتحريض والتي ليس لها أساس من الصحة ولا يقبلها العقل والمنطق لما بان من نتيجة أعمال كل من هؤلاء . صلات عثمان لطلحة وأما طلحة بن عبيد اللّه التيمي ، ابن عم عائشة أم المؤمنين وأقرب الناس إليها ، والتي كانت تصطحبه غالباً في غزواته ، كما لو كانت زوجته ، وإن ذلك يخالف شأنها كأم من أمهات المؤمنين ، وكانت ترجو من أعماق قلبها أن يصبح بيده الحل والعقد لهذه الأمة بعد أبيها وبعد عمر . وهي التي عاضدته وعاضدها على الثورة ضد عثمان حتى قتل . وهو الذي حاول أن يستولي على بيت مال المسلمين في المدينة وعثمان في الحصار حتى