توسل عثمان بعلي بقوله : إذا كنت مأكولاً فكن أنت آكلي . فجاء علي وفتح بيت المال وقسّمه على مستحقيه . هذا طلحة يقول فيه عثمان حينما كان يحرض على قتله وهو محاصر في بيته : ويلي على ابن الحضرمية ( يعني طلحة ) أعطيته كذا وكذا بهاراً ذهباً وهو يروم دمي ويحرّض على قتلي . ونقل عن عمر بن العاص : أن طلحة ترك مئة بهار في كل بهار ثلاث قناطر ذهب ، وسمعت أن البهار جلد ثور . وأما ابن عبد ربه من حديث : انهم وجدوا في تركة طلحة ثلاثمئة بهار من ذهب وفضة . وأخرج ابن الجوزي أكثر من ذلك : أن طلحة خلف ثلاثمئة جمل ذهباً ، وكان لطلحة مالا يحصى من الدور والضياع في مختلف البلاد الاسلامية . وعن محمد بن إبراهيم قال : كان طلحة بغل بالعراق ما بين أربعمئة ألف إلى خمسمئة ألف دينار وبغلّ بالسراة عشرة آلاف دينار . وقيل إنه كان بغلّ في السراة أكثر من العراق ( والسراة بين تهامة ونجد أدناها الطائف وأقصاها قرب صنعاء ) . وقد ورد عن سفيان بن عيينة وإبراهيم بن محمد بن طلحة وسعدى أم يحيى ابن طلحة عما تركه طلحة من النقود من الذهب والفضة ما يفوق الملايين . راجع بذلك الرياض النضرة ج 2 ص 258 ، ودور الاسلام للذهبي ج 1 ص 18 ، وطبقات ابن سعد ج 3 ص 158 ط ليدن ، وانساب البلاذري ج 5 ص 7 ، ومروج الذهب ج 1 ص 434 ، والعقد الفريد ج 2 ص 279 ، وخلاصة الخزرجي ص 152 . وعن البلاذري : أن عثمان أوصل طلحة مئتي ألف دينار . هذا كله لو سُئل طلحة : من أين جاء بهذه الأموال الطائلة ؟ وهو كبقية الصحابة إذا حاسبته لوجدته ابتز بيت المال بشتى الوسائل وكدّس هذه الثروة ، ودونه