هبات عثمان لعبد الرحمن بن عوف عبد الرحمن بن عوف الزهري ، صهر عثمان ، وأحد العشرة المبشرة ، الذي ورد اسمه في قائمة الشورى ، الذين سجلهم عمر لانتخاب خليفة من بعده ، فكان وهو صهر عثمان وصهر سعيد بن أبي وقاص ، ويليهم طلحة والزبير ، هؤلاء الخمسة ربما كان لهم اسم يقرن بعضهم ببعض ، باعتبارهم من الصحابة ، ولكن نجد عمر بن الخطاب يقرن بهم علياً ( عليه السلام ) سادساً ، وهو الرجل الأول بعد رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) في الاسلام ، والذي لا يضاهيه أي صحابي في سابقته وعلمه وشجاعته وإدارته وتقواه واخلاصه وعدله وقضائه . وما جاء فيه في كتاب اللّه وسنّة رسوله ( صلى الله عليه وآله ) والجميع أخص منهم عمر الذي يعرف فضله ، وشهد عشرات المرات أنه : لولا علي لهلك عمر . وشهد له أن مبغضه منافق ، ومحبه مؤمن ، وشهد أمام ابنه عبد اللّه لو وليها لأقامهم على المحجة البيضاء والصراط المستقيم . وشهد على كل فرد من أعضاء الشورى أخص منهم عثمان أنه سيولي بني معيط على رقاب الناس ، كل ذلك وهو يعرف بني أمية الطلقاء أعداء الاسلام الكفرة الفجرة ، وكيف يتربصون الوقيعة بدين محمد وآل محمد وصحابة محمد ( صلى الله عليه وآله ) . رغم ذلك تراه يستمر بمخالفته لآل البيت ( عليهم السلام ) وينص فيها بإقامة الشورى ، ويجمع فيها خمسة من أهل الدنيا الذين ستعرف نتيجة أعمالهم وحبهم للدنيا وجمعهم الذهب والفضة والملك من حطامها وسحتها من العطايا التي خصهم بها خليفة الوقت لجر النار إلى قرصه ، وإذا بعبد الرحمن بن عوف صهر عثمان يهدد علياً في الشورى ليبايع عثمان وإلاّ سيقتل وإذا به يحرّض سعداً على بيعته لعثمان ، وكفى بهؤلاء الثلاثة بعد أن قال عمر : إذا اجتمع ثلاثة وخالف ثلاثة فالخليفة من كان فيه رأي عبد الرحمن . لماذا ؟ وما هذه الشورى ؟ ذلك ما ظهرت نتائجه بعد