في زمنهم قيام المذاهب والفرق ، وتأييدها ، وضرب بيوت الرسالة وأبناء النبوة باشد وأدهى التنكيل ; من قتل وسم وحبس وتعذيب ، والتاريخ على ذلك شاهد . كلّما دخلت أمة لعنت أختها . واللّه لمن أسس أساس الظلم . ويوم يعض الظالم على يديه . أيادي عثمان على أبي سفيان وما أدراك من هو أبو سفيان . هو ابن حرب بن أمية ، هو رأس الشرك والزندقة في الجاهلية ، وألد أعداء الاسلام ونبي الاسلام ، وهو قطب المنافقين في الاسلام الذين اسلموا ، بل تظاهروا بالاسلام خوفاً وطمعاً وأبطنوا الشرك والعصيان ، وكان ذلك رغم حذره يطغو ويطغى عليه كلما بدت فرصة . راجع الإصابة لابن حجر ج 2 ص 179 ، حيث يقول عنه : كان أبو سفيان رأس المشركين يوم أحد ويوم الأحزاب . وقال ابن سعد في اسلامه : لما رأى الناس يطئون عقب رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) حسرة فقال في نفسه : لو عاودت الجمع لهذا الرجل ، فضرب رسول اللّه في صدره ثم قال : إذاً يخزيك اللّه . وفي رواية أخرى ، قال في نفسه : ما أدري لم يغلبنا محمد ؟ فضرب في ظهره وقال : باللّه نغلبك . وهذا أبو ذر يخاطب معاوية والي الشام ، يوم نفاه إليها عثمان ليحقره ويؤنبه ويزجره ، حيث قال له : يا عدو اللّه وعدوّ رسوله . فيجيب أبو ذر : ما أنا بعدوّ للّه ولا لرسوله ، بل أنت وأبوك عدوان للّه ولرسوله ، أظهرتما الاسلام وأبطنتما الكفر . وحقاً فقد كان أبو سفيان وابنيه يزيد ومعاوية ملعونين على لسان رسول اللّه يوم وجدهم رسول اللّه وأبو سفيان راكباً واحد ابنيه يقود والثاني يسوق فقال :