على هذا البذخ على بني عمومته من بيت مال المسلمين الذين فرض اللّه قسمته بين المسلمين ، ولكل مورده وحقه الذي لا يجب أن يتجاوزه ، ويرى خزان بيت المال أن لا يشاركوا الخليفة في إجحافه حقوق المسلمين ، ولا يكونون أداة ظلم يُسألون عنه يوم الجزاء ، ويحاسبون عليه من ذوي البصيرة من المسلمين ، وليس هناك ما يبرر عملهم ولا من يثيبهم على أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر سوى صب الخليفة غضبه عليهم ، والزامهم على تنفيذ أوامره طالما يعتقد إنما ذلك ملكه ، وإنما هم خوله وخدمه وخزان ماله ، وأي اعتراض إنما هو تجرّي على مقامه وقدره ، لا تغفر لهم زلاتهم ، وما هناك سبيل سوى اعتزال هذا المنصب . وعندها يفوقون ما يخشونه وإن بلغ لوم الخليفة لهم ما بلغ . وهم من خيار الصحابة ، وربما كان مقامهم الشامخ في كثير من الأحيان يفوق الخليفة نفسه بنظر الاسلام ، لإخلاصهم وايمانهم وشعورهم العميق بواجباتهم الدينية وأمانتهم الواقعية ، فهم يأبون أن يكونون أداة الظلم وأعوان الظالمين . وأما الخليفة فقد جاهر وجاوز حدود الكتاب والسنّة وسيرة من قبله . ولولا أن يأتي بنو أمية بعدها ويشيدوا دولتهم ويحرفوا الواقع في نسبة فضائل ما نزل اللّه من سلطان لأوليائهم وشيعتهم ، ومن أسس لهم أساس الملك من أبي بكر وعمر وعثمان ، كما حطوا من كرامات أولي الأمر من آل رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) وشيعتهم بما شاءوا ، وبما أوحت لهم ضمائرهم الدنية ونفوسهم السافلة . نعم لولا ذلك ولولا ما أعقب بني أمية من خلفاء بني العباس الذين وإن نكّلوا ببني أمية ذلك النكول الفادح ، ولكن لم يرقبوا في بني عمومتهم من العلويين أي ال ولا ذمة ، بل جاروا عليهم وقسوا بهم أشد وأدهى من بني أمية كي لا ينبس أحد بحق من سلب حقهم ، فتركوا ما كان من الأحاديث والأخبار ، بل أضافوا في الطين بلة بتشجيع ما كتب ومن كتب ضد العترة الطاهرة من آل الرسول ( صلى الله عليه وآله ) فكان