وهل السيد الشفتي الملقب ب « حجة الإسلام » الذي كان حاكماً في أصفهان ، ويقيم بها حدود الله وأحكامه بصلابة وحزم ، هل كان هو الآخر لا يحمل هموم الأمة ، ولا يعيش قضاياها ، وإنما ينطلق من الحاجات الصغيرة ، ويمارس القفز في الفراغ ؟ ولم يكن لديه جهاز يلاحق القضايا الكبيرة ؟ ! . هذا كله عدا عن تصدي الشيخ جعفر كاشف الغطاء لمتابعة شؤون الحرب ، التي شنها الأعداء على إيران ، مصدراً تعليماته بذلك للشاه القاجاري لإيران من موقع ولاية الفقيه ، حسبما جاء في كتابه كشف الغطاء . ألم يبنِ المراجع في إيران وغيرها : المدارس ، والمستشفيات ، والمستوصفات ، وحتى الجسور الكثيرة الكبرى ، وغير ذلك ، إلى جانب المؤسسات ، الإعلامية ، والجمعيات الخيرية وغيرها . ولنفترض أن فلاناً ! ! قد عاش في ظل حكم الشاه المقبور ، أو أي طاغوت آخر ، فهل كان سيجد نفسه قادراً على إنشاء المؤسسات - كمبرة الإمام الخوئي ، وإذاعة البشائر ، وغير ذلك من مؤسسات خيرية ، ساهم المراجع العظام في تمويلها بصورة رئيسية ، أو بصورة تامة . وهل سيكون قادراً على أن يمارس حريته في التعبير عن رأيه السياسي بوضوح ؟ أم أن للبنان خصوصيته الفريدة ، التي سبقه للاستفادة منها سماحة الإمام السيد موسى الصدر ، الذي كان له الفضل في إطلاق المؤسسات الكبرى والمتنوعة في هذا البلد لبنان ، وكذلك الحال بالنسبة لجهود علماء آخرين غير