فكيف إذا كان بحق الإنسان ، وبحق الولد ، وبحق إسماعيل ( عليه السلام ) بالذات ومع التفات إسماعيل ( عليه السلام ) ، ومع اختياره ورضاه ؟ ! حضور الله في القلب : ولمزيد من التوضيح ، نقول : إن الإقدام على أي عمل يحتاج إلى حوافز ، ودواع ، فمثلاً : لو أن رجلين كانا يقتتلان ، فقد يمر من هناك شخص ، فيضحك ، ولا يهتم لما يجري ، لكن يمر شخص آخر ، فيبادر إلى حل الإشكال ، مع علمه بأنه قد يتعرض للضرب والأذى ، ولكنه لا يتراجع ، بل هو يواصل ذلك ، في استجابة عفوية منه لنداء ضميره ووجدانه . . وكذلك الحال بالنسبة للتكاليف الشرعية الإلهية ، فإنك قد تجد لدى بعض الناس رغبة في مخالفتها ، لأنهم يسقطون أمام الدوافع الغريزية ، أو المصلحية ، أو العشائرية ، أو الفئوية ، أو غيرها . . وذلك مثل التكليف بالصوم ، أو ببذل بعض الأموال ، فإن حب الراحة وحب المال قد يدعو بعض الناس إلى المخالفة وكالجهاد في سبيل الله ضد العشيرة ، أو ضد الأصدقاء والأحبة . . وما ذلك إلا لأن إيمانه بالله كان يقتصر على الاعتراف بوجوده ، من خلال الدليل الذي فرض عليه هذا الإيمان والاعتراف ، وقد تجده يستدل ويدافع ويثبت لك صحة ما يؤمن به ، ولكن هذا الإيمان لا يؤثر في ممارسته العملية ، ولا يخضع قلبه له ، ولا يحصنه من مخالفة أوامره تعالى . . وقد أشار تعالى إلى ذلك بقوله : * ( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ