به . . فإن والده سيبادر إلى البحث عن سبب بكائه ، هل هو العطش ، أو الجوع ، أو الألم ، أو الضجر ، أو أي شيء آخر . . فإذا مرض هذا الولد ، فإن همه واهتمامه به سيزداد . . وسوف تثور المخاوف في نفسه ، وتزدحم البلابل في صدره . فإذا كان المرض خطيراً ، أو إذا فقد بعض أعضائه كعينه أو رجله ، أو يده ، فكم سيكون هم أبيه وتألمه وأسفه عظيماً لأجله . . فإذا مات ، فكم سيكون عليه هذا الحدث صعباً ومؤلماً . . وإذا مات مقتولاً . . فإن الألم يكون أشد ، أما أن يذبح كما يذبح الكبش ، فاللهفة عليه ستصبح أعظم . . فكيف إذا كان ذلك أمام عينيه . . فإن القضية ستكون أقسى والانفعال أبين . . وقد يتفق أن يكون الأب سبباً في قتل ولده هذا الحبيب عن غير عمد منه ، كما لو صدمه بصورة عفوية في سيارة مثلاً ، أو في أية وسيلة أخرى ، فكم ستكون حسرته عليه ، وكم سيظهر من التلهف والأسى والحنين إليه ؟ ! الامتحان الصعب : ولنفترض أنه قد تحتم على إنسان مّا أن يقتل ولده ليدفع شره عن نفسه ، أو في فورة غضب طاغية ، حيث يكون ذلك الولد قد بالغ في العدوان على ذلك الوالد ، وفي الإجرام في حقه . . ألا تتوقع أن يختار طريقة المفاجأة والسرعة ، وأن ينهي الأمر بطريقة عشوائية ، ليتخلص من الحرج ، ومن الكابوس الصعب الذي يواجهه ، إنه سيفعل ذلك بالتأكيد ، بكثير من الارتباك ، والعصبية ، والانفعال . فكيف تكون الحال لو كان ذلك الولد باراً بأبيه وقد ظهرت فيه أمارات التميز ، وتبلورت في شخصيته دلائل النبوغ والتفوق ، فإن