وكان هذا البلاغ يحتاج إلى العصمة الإلهية أيضاً ، فكيف بما بعد هذا البلاغ ؟ ! الاختيار الطبيعي : وكان أهل البيت ( عليهم السلام ) هم عنوان هذا البلاغ ، ومداه . وهم روحه وحياته ، ومحتواه إذ بجهادهم وجهدهم ، وقيادتهم للأمة ، يتحقق الإنجاز الكبير ، والخطير ، ويكون بقاء هذا الدين ، وذلك لأنهم : 1 - هم التجسيد الحي للنموذج الخالص ، والمرآة الصافية التي تعكس الإسلام : عقلاً ، وروحاً ، وأحاسيس ، ومشاعر ، وميزات ، وخصائص ، ثم نهجاً وموقفاً ، وحركة ، وسلوكاً . وكيف لا ، وهم الذين أذهب الله عنهم الرجس ، وطهرهم تطهيراً ، وهم صفوة الله من خلقه ، وخيرته من عباده . 2 - إنهم أهل بيت النبوة ، ومعدن الرسالة ، وهم عيبة علم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وهم أحد الثقلين اللذين لن يضل من تمسك بهما . وهم أيضاً سفينة النجاة ومصباح الهدى . ومن خلال هذين الأمرين تبرز أمام أعيننا حقيقتان : إحداهما : أن هذين الأمرين يمكّنان أهل البيت من إنجاز مهمة التزكية الروحية ، وتصفية النفوس ، وتطهير الفطرة وتخليصها من كل الشوائب التي علقت أو تعلق بها . الثانية : إن هذه المعرفة الهادية ، والعلم الزاكي ، المتدفق من منبعه الأصفى ، هو الذي يرفد الفكر ليتحرك وفق الضوابط والمعايير ، التي لا يتنكر لها ، ولا يشذ عنها . لينتج الوعي والهدى والصلاح في الأمة كلها . فالرسول يستطيع بهذه الطريقة أن يحفظ للأمة المبعوث إليها حقها في