الشقاق والحروب المتواصلة ، التي قلَّما يخلو منها زمن ، سواء أكان بين بيتين ، أو بين شخصين » [1] . وإذا كان أمر الإمامة حساساً وخطيراً إلى هذا الحد ، فكيف يمكن أن نتصور أن يكون الله ورسوله ( صلى الله عليه وآله ) قد تركاه من دون حل ، خصوصاً وأن الله هو الذي يقول : * ( وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللهِ ذَلِكُمُ اللهُ رَبِّي ) * [2] . الجواب القرآني : على أن الإجابة على ما طرح من تساؤل ، تتضح بصورة أتم بالعودة إلى القرآن الكريم حيث نجد فيه الإجابة الكافية والوافية فهو تعالى يقول : * ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) * [3] . فإن هذه الآية قد نزلت في مناسبة إعلان يوم غدير خم ، فيما رواه المسلمون بطرق كثيرة ، ومتواترة . وقد أظهرت هذه الآية الكريمة : أن هذا البلاغ المطلوب يصادم توجهات كثير من الناس ، وأن نصيبه منهم هو الرفض الشديد إلى درجة احتاج النبي ( صلى الله عليه وآله ) معها إلى العصمة والحفظ منهم . وأظهرت أيضاً : أنه بلاغ شديد الخطورة ، بحيث لولاه لم يمكن للرسول ( صلى الله عليه وآله )
[1] محاضرات في التاريخ الإسلامي لمحمد الخضري ، ج 1 ص 167 . [2] سورة الشورى ، الآية 10 . [3] سورة المائدة ، الآية 67 .