أوتاد ، وألقاها في الشمس . ثم أمر أن يُلقى عليها صخرة عظيمة ، فلما قرب أجلها قالت : * ( رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ ) * [1] . فرفعها الله تعالى إلى الجنة ، فهي فيها تأكل وتشرب ، عن الحسن وابن كيسان . وقيل : إنها كانت تعذب بالشمس ، وإذا انصرفوا عنها أظلتها الملائكة ، وجعلت ترى بيتها في الجنة ، عن سلمان [2] . للبيان والتوضيح : ولتوضيح بعض ما يرتبط بهذه المرأة المجاهدة الصابرة ، آسية بنت مزاحم الشهيدة ، نذكر هذا المقطع من كتاب : « مأساة الزهراء » فنقول : 1 - إن آسية بنت مزاحم امرأة في مقابل رجل ، هو فرعون بالذات . 2 - وفرعون هذا هو الزوج المهيمن والقوي ، وهو يتعامل مع هذه المرأة الصالحة من موقع الزوجية . 3 - وفرعون الرجل والزوج ، لا يملك شيئاً من المثل والقيم الإنسانية والرسالية ، ولا يردعه رادع عن فعل أي شيء ، وفي أي موقع من مواقع حياته ، فهو يسترسل مع شهواته ، وطموحاته ، ومصالحه ، بلا حدود ولا قيود ، ودونما وازع أو رادع .
[1] سورة التحريم ، الآية 11 . [2] بحار الأنوار ج 13 ص 164 و 165 عن مجمع البيان ج 10 ص 319 .