أما آسية فعلى النقيض من ذلك ، ترى نفسها محكومة لضوابط الدين والقيم والمثل ، وهي تهيمن على كل وجودها فلا تستطيع أن تسترسل في حركتها ، ولا يمكنها أن تتوسل بكل ما يحلو لها . 4 - وفرعون يمثل أقصى حالات الاستكبار في عمق وجوده ، وذاته ، حتى ليدعي الربوبية ، ويقول للناس : * ( أَنَا رَبُّكُمُ الأعْلَى ) * [1] ، فلا يرى أن أحداً قادر على أن يخضعه ، أو أن يملي عليه رأيه وإرادته ، بل تراه يحمل في داخله الدوافع القوية لسحق كل من يعترض سبيل أهوائه وطموحاته . فرعون هذا تتحداه امرأته ! ! في صميم كبريائه ، وفي رمز استكباره وعلوه ، وعنفوانه ، وعمق طموحاته ، في ادعائه الربوبية ، وفي كل ما يرتكبه من موبقات ، وما يمثله من انحراف . 5 - وفرعون ملك لديه الجاه العريض ، وغرور السلطان ، وعنجهيته ، وجاذبيته ، وعنفوانه ، وزهوه . وما أحب تلك المظاهر الخادعة إلى قلب المرأة ، وما أولعها بها . وإذا كانت المرأة تميل إلى الزهو ، فإنها إلى زهو الملك العريض أميل ، وإذا كان الجاه العريض يستثيرها ، فهل ثمة جاه كجاه السلطان ، فكيف وهو يدعي الربوبية لنفسه ؟ ! 6 - أما المغريات فهي بكل صنوفها ، وفي أعلى درجات الإغراء فيها ، متوفرة لفرعون ، فلديه الدور والقصور ، والبساتين ، والحدائق الغناء ، ولديه