فخلت بها أمها ، فسألتها موافقة [ فرعون ] فيما أراد ، فأبت ، وقالت : أما أن أكفر بالله ، فلا والله لا أفعل ذلك أبداً . فأمر بها فرعون حتى مدّت بين أربعة أوتاد ، ثم لا زالت تعذب حتى ماتت ، كما قال الله سبحانه : * ( وَفِرْعَوْنَ ذِي الأوْتَادِ ) * [1] . وعن ابن عباس : « قال : أخذ فرعون امرأته آسية ، حين تبين له إسلامها يعذبها لتدخل في دينه ، فمر بها موسى ( عليه السلام ) وهو يعذبها ، فشكت إليه بإصبعها ، فدعا الله موسى أن يخفف عنها ، فلم تجد للعذاب مساً ، وإنها ماتت من عذاب فرعون لها . فقالت وهي في العذاب : * ( رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ ) * [2] . فأوحي إليها : أن ارفعي رأسك ، ففعلت ، فأُريت البيت في الجنة بني لها من درّ ، فضحكت . فقال فرعون : انظروا إلى الجنون الذي بها ، تضحك وهي في العذاب » [3] . وقيل : إنها لما عاينت المعجز من عصا موسى ( عليه السلام ) ، ووقوع الغلبة على السحرة ، أسلمت . فلما ظهر لفرعون إيمانها نهاها ، فأبت . فأوتد يديها ورجليها بأربعة
[1] بحار الأنوار ج 13 ص 164 . [2] سورة التحريم ، الآية 11 . [3] بحار الأنوار ج 13 ص 164 . عن عرائس الثعلبي ص 106 و 107 طبع مصر .