عمران ، وخديجة ، والزهراء عليهن السلام - أن تكون النموذج الرائد ، والمثل والأسوة للنساء في هذه الحياة ، وأن تكون مظهراً لإرادة الله تعالى على هذه الأرض ، وتجسيداً لحكمته ، وإظهاراً لبديع صنعه . . فماذا عن هذه المرأة النموذج الفذ ، والمتفرد ، التي فاقت نساء عصرها ، ونالت الأوسمة الكبرى ، ولكن لا من الناس العاجزين والقاصرين ، وإنما من مصدر الكمال والقدرة ، والعزة والكبرياء ، حيث قدمها الله تعالى ورسوله ( صلى الله عليه وآله ) لتكون نموذجاً ، وقدوة ، وأسوة ، ومثالاً يُحتذى ، وقمة للكمال الإنساني ، فاقت نساء عصرها كلهن صلوات الله وسلامه عليها ، فكانت بحق سيدة نساء عالمها كله . آسية بنت مزاحم المرأة الشهيدة : لقد كانت آسية بنت مزاحم ، زوجة فرعون - كما يقول المجلسي - « امرأة من بني إسرائيل ، وكانت مؤمنة ومخلصة وكانت تعبد الله سراً . وكانت على ذلك إلى أن قتل فرعون امرأة حزبيل ، فعاينت حينئذٍ الملائكة يعرجون بروحها ، لما أراد الله بها من الخير ، فزادت يقيناً ، وإخلاصاً ، وتصديقاً . فبينما هي كذلك إذ دخل عليها فرعون ، يخبرها بما صنع بها . فقالت : الويل لك يا فرعون ، ما أجرأك على الله جل وعلا . فقال لها : لعلك قد اعتراك الجنون الذي اعترى صاحبتك ؟ . فقالت : ما اعتراني جنون ، لكن آمنت بالله ، ربي ، وربك ، ورب العالمين . فدعا فرعون أمها ، فقال لها : إن ابنتك أخذها الجنون ، فأقسم لتذوقن الموت ، أو لتكفرن بإله موسى .