والأحداث والوقائع تشهد بما نقول ، كما أن تعاليم الإسلام وما ورد في كتاب الله وصرح به الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) والأئمة ( عليهم السلام ) يؤكد هذه الحقيقة . فإن المرأة في الإسلام إنسان كامل ، أهّلها الله لأن تكون موضع كرامة الله ، وتتلقى الخطاب الإلهي ، والتكليف الرباني . . وتتوجه إليها الأوامر والزواجر التي تناسب واقعها الذي تفرضه طبيعة خلقها ، ويفرضه الكمال المنشود في تكوينها ، وفي الصنع الإلهي للبشرية في سياق هدايتها نحو الكمال ، وسوقها نحو الغايات الكبرى التي أراد الله لها أن تسعى إليها ، وتحصل عليها . فكانت المرأة هي ذلك المخلوق ، الذي لا مجال لأن يُفرض عليه الرأي والاعتقاد ، ما دامت تملك العقل والتمييز ، والإرادة والاختيار ، وينسحب ذلك على مختلف الشؤون والحالات ، خصوصاً فيما يرتبط بالناحية الاعتقادية والإيمانية . فها هو أعظم المستكبرين ، وأشدهم علواً وعتواً ، والذي بلغ في استكباره حداً ادعى فيه الربوبية - ها هو - قد عجز عن فرض إرادته على المرأة ، رغم أنها كانت محاصرة بكل القوى ومحاطة بظروف شديدة القسوة ، من شأنها أن تُسقط إرادتها ، ولكنها كانت أقوى من ذلك كله ، ففرضت إيمانها وإرادتها ، وهزمت كل تلك القوى العاتية ، وباء ذلك المستكبر المدعي للربوبية بالفشل الذريع ، والخيبة القاتلة . . وأقصد بها : آسية بنت مزاحم امرأة فرعون بالذات . نعم . . وهذه هي المرأة التي أراد الإسلام لها - كما أراد لمريم بنت