وتنشأ لديه رغبات ، ونزعات ، وطموحات ، وخصوصيات ، ومزايا جديدة وفريدة أيضاً . وبذلك فقط يُحْفَظُ هذا الإنسان من الضياع ، إذ بدون ذلك سيضطر لو أنه فقد معالم شخصيته الفردية ، وواجه الصراع مع نزعات وخصوصيات الآخرين الفردية المتناقضة والمتناحرة - نعم سيضطر - للإنكفاء من جديد إلى أحضان الأنا ، وإلى آفاق الفردية ، ويصبح سجينها وضحيتها ، وما أشقاه من سجين ، وما أغلاه من ضحية . الأمن والرضا : وهنا يحقق الإنسان أحلى أمنياته وأغلاها ، وأروع أحلامه وأسناها ، حيث يعيش حالة السلام والأمن في كل حياته ، وفي صميم وجوده العتيد ، وذلك من خلال شعوره بأن الله هو كل شيء في هذه الحياة ، فهو المبدأ وهو المنتهى ، ولتنعم نفسه بالرضا في ظل مصدر كل خير ، وعطاء ، وكل رغد ونعماء ، وهو منتهى كل رغبة ، وبيده ملكوت كل شيء . ومن الواضح : أنه إذا كان الله سبحانه هو وحده مصدر كل خير وعطاء وقوة ، و . . و الخ . . فإنه يكون وحده المستحق للعبادة ، وهو مصدر العطاء وبه تكون الاستعانة على كل الأمور ، ولا تصح الاستعانة بغيره أبداً . وإذا كان الله هو مصدر كل خير وعطاء وقوة ، فلا يملك الإنسان قوة ولا أي شيء ذاتي في نفسه خارج نطاق العطاء الإلهي ، فلماذا يعجب هذا الإنسان بنفسه ؟ ولماذا يستكبر ؟ ولماذا يطغى ؟ ولماذا ؟ ولماذا ؟ فالتوحيد الخالص يمنع العُجْب ، ويمنع الاستكبار ، وغير ذلك من رذائل . .