responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقالات ودراسات نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 41


وبمشاعره ، ثم بإرادته أيضاً .
وبكلمة واحدة ، أن يصبح سلطان الهوى ، والشهوة ، والغريزة متناغماً ومنسجماً مع ذلك الهدف الكبير ، فيميل إلى كل ما يوصل إليه ، ويشتهي جميع ما يقربه منه ، وينتهي به الأمر إلى أن تصبح الغريزة والهوى والشهوة كلها أيضاً في خدمة إنسانيته ، وطوع إرادته التي لم تعد إرادة الفرد ، وإنما هي إرادة الجماعة التي تطلقها وتحركها إرادة الله سبحانه ، وليس أي شيء آخر سواها .
فإذا كانت المذاهب المادية تعمل على تأكيد خصوصية الفرد ، وإثارة كوامن الأنانية ، فتنتج عُجباً وغروراً وجبروتاً إلخ . . فإن الإسلام يعمل على استبدال محورية الفرد والأنا ؛ ويسقط هذه التفاريق عن أن تكون سبباً في التفريق ، ويصوغها من جديد ، لتصبح وسيلة وسبباً في الجمع والتوحيد ، ويحوّل الخصوصيات الفردية إلى روافد للخير ، وحوافز للنمو والتكامل في الشخصية الإنسانية الجامعة ، بعد تزكيتها وشحنها بالهدى والخير ، وبالطاقات الكبيرة والمؤثرة ، حتى تصبح في قبضة إرادة الإنسان ، ولتكون الرصيد الذي يعتمد عليه ، ويستفيد منه في سعيه وكدحه إلى الله - ليصبح - من ثَم - تجسيداً للإنسان الإلهي الذي هو في أحسن تقويم ، ويكون الله بالنسبة إليه هو المآل والنهاية ، كما كان سبحانه هو المنطلق والبداية .
وبهذه المحورية الإلهية ، والبديلة عن محورية الأنا ، يصبح الإنسان جامعاً لكل معاني الخير والصدقية ، والواقعية ، التي تستشرف كل هذا الوجود ، وتهيمن عليه ، من موقع الحكمة والمعرفة ، والرعاية ، والهدى والخير ، والقوة و . . وتتكون له من ثم - حياة جديدة ، وهوية جديدة ، ولون وطعم جديدين ،

41

نام کتاب : مقالات ودراسات نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 41
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست