responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقالات ودراسات نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 22


الله وحده هو المؤثر في كل حركاته وسكناته ، من دون انضمام أي داع آخر إليه . . وهذه هي عظمة إبراهيم ( عليه السلام ) حقاً . .
وتلك أيضاً هي عظمة إسماعيل ( عليه السلام ) الذي آثر الخيار الأصعب رغبة في الحصول على مقام القرب من الله ، رغم أن أباه قد جرد له القضية عن أي دافع ، حتى دافع الرغبة الشخصية ، فضلاً عن دافع الخوف والرهبة والمراقبة لمقام الألوهية ، فلم يتحدث له عن الله سبحانه ، بل لقد أبعد عن مخيلته حتى صورة الأمر والزجر ، الذي ربما يوجد درجة من الإحساس بالإلزام ، واكتفى بقوله : * ( إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ ) * فنسب الرؤية لنفسه ، فلم يقل أُرِيت في المنام . لكي لا يذكره بما يحرجه ، ولو في مستوى إرجاع الضمير ، الذي يكون لفظ الجلالة أحد محتملاته ، فضلاً عن أن يقول له : لقد أراني الله . . كل ذلك لكي لا يجد إسماعيل ( عليه السلام ) نفسه أمام أي إلزام يدعوه إلى الاستسلام ، مهما كان نوعه ، ومن أي جهة كان مصدره .
وهكذا يتضح أيضاً : أنه لم يكن دافع إسماعيل ( عليه السلام ) إلا قناعاته الفكرية ، ولم تكن هذه القناعات بحاجة إلى تعزيز موقعها بحوافز أخرى أبداً . .
سَتَجِدُنِي :
واللافت للنظر هنا : أن إسماعيل ( عليه السلام ) لم يقل لأبيه : سأصبر ، بل قال له : * ( سَتَجِدُنِي إِنْ شَاء اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ) * .
فاختار كلمة * ( تَجِدُنِي ) * لأنه لم يرد أن يقدم لأبيه وعداً - بالصبر ، لأن الوعد قد يوحي له بأن ما يعد به غير حاصل بالفعل . . وقد تمنع الموانع من حصوله في المستقبل . . أو قد يحصل البداء فيما يرتبط بالوفاء به ، لأكثر من سبب . بل أخبر أباه بأن الصبر داخل في كينونته ، وفي حقيقة وجوده ، وما

22

نام کتاب : مقالات ودراسات نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست