يُجرى عليهم أعطياتهم وأرزاقهم ، ويؤمِّن سِرْبهم ، ويحسن إلى كل راكب قدم عليه منكم ، لا يستنكرونه في شئ » ! وهكذا تبنى قيس بسذاجته الأنصارية ، رعاية قاعدة عسكرية موالية لمعاوية يتجمع فيها المعادون له ولعلي ( عليه السلام ) في مصر ، وقاعدة دعاية أموية . وقد حاول أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أن يفهِّم قيساً خطورة ما أقدم عليه ، لكن بساطة قيس وعدم وعيه لعصمة الإمام ( عليه السلام ) ، منعاه من فهم الأمر ، فأصرَّ على موقفه ، بل خَطَّأ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) . واستغل معاوية الوضع وأخذ يرسل إلى قاعدته أموالاً وقادة ومبلغين ليكسبوا له مؤيدين مصريين ، حتى صاروا مئاتٍ وآلافاً ! وكان أسوأ من أرسلهم معاوية : مسلمة بن مخلدة الأنصاري ، وهو ثاني اثنين من الأنصار كانا مع معاوية ، ولم يكن معه غيرهما . ومسلمة هذا وزميله النعمان بن بشير ، من صبيان الأنصار من عوائل عادية جداً ، وُلدا بعد هجرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وكانا من خدم عثمان ومروان ، وتربيا على حب بني أمية وبغض علي ( عليه السلام ) والعترة النبوية ! ولما وصل مسلمة إلى مصر أعلن شعار الطلب بدم عثمان ، فغضب قيس ، فطمأنه مسلمة بأنك ما دمت أنت والياً ، فلا أثور عليك !