قال الطبري : 3 / 462 : « فافترق أهل مصر فرقاً : فرقة دخلت في الجماعة وكانوا معه ، وفرقة وقفت واعتزلت إلى خربتا وقالوا إن قتل قتلة عثمان فنحن معكم ، وإلا فنحن على جديلتنا حتى نُحرك أو نُصيب حاجتنا . وفرقة قالوا نحن مع علي ما لم يُقِدْ إخواننا . وهم في ذلك مع الجماعة » . انتهى . أي ما لم يقتص من المشاركين في محاصرة عثمان . وعندما رفض قيس بن سعد شروط أهل خربتا ، طلبوا منه أن يعفيهم من البيعة ، فأجابهم ، وصالحهم على ذلك . وتصور قيس أنه حقق بذلك نصراً وكف عنه عدواً ، بينما كان عمله اعترافاً بوجود الخط الأموي في مصر ، فقواهم بذلك وحولوا القرية إلى معسكر يجمعون فيه الجنود ، لينقضُّوا على مصر في أول فرصة ! ولهذا فرح معاوية ، واعتبر أنه حقق أكبر نصر على قيس ! قال الطبري : 3 / 553 : « كان معاوية يحدث رجالاً من ذوي الرأي من قريش يقول : ما ابتدعت مكايدة قط كانت أعجب عندي من مكايدة كدت بها قيساً من قبل علي وهو بالعراق حين امتنع مني قيس . قلت لأهل الشام : لا تسبوا قيس بن سعد ، ولا تدعوا إلى غزوه ، فإنه لنا شيعة يأتينا كيس نصيحته سراً ، ألا ترون ما يفعل بإخوانكم الذين عنده من أهل خربتا ،