ففرح قيس بحيلة مسلمة ، ورفض تطبيق أمر علي ( عليه السلام ) أن يجتث بؤرة الفساد ، بل ذهب قيس بعيداً فقال : إن سلطاناً لا يتم إلا بقتل مسلمة بن مخلد لسلطان سوء ، والله ما أحب أن لي سلطان الشام مع سلطان مصر وإني قتلت ابن مخلد ! كل ذلك لأن ابن مخلد أنصاري نسباً ! لكن دارت الأيام وأدرك قيس خطأه في ترك ابن حديج ومسلمة ، فقد كان قيس قائداً مع علي ( عليه السلام ) في صفين والتقى بين المعسكرين مع النعمان بن بشير وكان قائداً مع معاوية ، فقال له قيس ، كما في فتوح ابن الأعثم ( 3 / 167 ) : « ولكن انظر يا نعمان هل ترى مع معاوية إلا طليقاً وأحزابياً ! وانظر أين المهاجرون والأنصار ، وأين التابعون بإحسان الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه ، وانظر هل ترى مع معاوية غيرك وغير صويحبك مسلمة بن مخلد ، والله ما أنتما بدريين ولا عقبيين ولا لكما في الإسلام سابقة ، ولئن شغبت علينا اليوم فقد شغب علينا أبوك من قبلك في سقيفة بني ساعدة ، فاعزب عني قبحك الله من ابن عم ، وقبح ما جئت به ! قال : فانصرف النعمان بن بشير إلى عسكره وهو يقول : لقد كنت غنياً عن كلامك يا ابن سعد بن عبادة » !