وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء : 15 / 207 : « ثم سيَّر العاضد يستنجد بشيركوه على الفرنج ، فسار وهزم الفرنج بعد أن كادوا يأخذون البلاد ، وهمَّ شاور باغتيال شيركوه وكبار عسكره ، فناجزوه وقتلوه في ربيع الآخر سنة أربع وستين ، قتله جرد يك النوري وصلاح الدين . . . فاستوزر العاضد شيركوه فلم يطول ومات بالخانوق بعد شهرين وأيام ، وقام بعده ابن أخيه صلاح الدين . . . شرع صلاح الدين يطلب من العاضد أشياء ، من الخيل والرقيق والمال ، ليقوي بذلك ضعفه ، فسيرني إلى العاضد أطلب منه فرساً ، فأتيته وهو راكب في بستانه الكافوري فقلت له ، فقال : مالي إلا هذا الفرس ونزل عنه ، وشق خفيه ورمى بهما ، فأتيت صلاح الدين بالفرس . قلت ( الذهبي ) : تلاشى أمر العاضد مع صلاح الدين ، إلى أن خلعه وخطب لبني العباس ، واستأصل شأفة بني عبيد ، ومحق دولة الرفض . . . وكانت دولتهم مئتي سنة وثمانياً وستين سنة ، وقد صنف القاضي أبو بكر بن الباقلاني كتاب كشف أسرار الباطنية ، فافتتحه ببطلان انتسابهم إلى الإمام علي ، وكذلك القاضي عبد الجبار المعتزلي . هلك العاضد يوم عاشوراء سنة سبع وستين وخمس مئة بذرب مفرط . . . وقيل سقيَ ، وقيل مص خاتما له مسموماً .