وتسلم صلاح الدين القصر بما حوى من النفائس والأموال ، وقبض أيضاً على أولاد العاضد وآله ، فسجنهم في بيت من القصر ، وقمع غلمانهم وأنصارهم ، وعفى آثارهم . قال العماد الكاتب : وهم الآن محصورون محسورون لم يظهروا ، وقد نقصوا وتقلصوا ، وانتقى صلاح الدين ما أحب من الذخائر ، وأطلق البيع بعد في ما بقي ، فاستمر البيع فيها مدة عشر سنين » . أقول : لا يترك الذهبي تعصبه ، ولا يأخذ في الاعتبار أن الخليفة العاضد هو الذي استدعى القوة الكردية من الشام للدفاع عن مصر ، وأمدهم بالمقاتلين والمال حتى انتصروا على الفرنج وحليفهم شاوُر ، ثم غدروا به وأجبروه على استيزار شيركوه ، ثم صلاح الدين ، ثم غدروا به فخلعوه ، وأعلنوا مصر تابعة للخلافة العباسية . ومن تعصب الذهبي أنه يغطي على خيانة شيركوه ، وقبضه مبلغاً من شاوُر والفرنج وانسحابه من مصر مرتين ، وأنه عندما رجع في المرة الثالثة أبرم معهم اتفاقاً أيضاً أعطاهم بموجبه امتيازات في مصر ! وكان كل ذلك بدون علم العاضد ، كما صرح المؤرخون . ومن تعصبه أيضاً نفيه نسب الفاطميين إلى علي ( عليه السلام ) تعصباً لبني أمية وبني العباس ، واستشهادة بالباقلاني الذي ألف كتابه تقرباً للعباسيين في بغداد .