قرظة امرأة معاوية ابنة عمة محمد بن أبي حذيفة ، أمها فاطمة بنت عتبة بن ربيعة ، تصنع له طعاماً وترسل به إليه وهو في السجن ، فلما سار معاوية إلى صفين أرسلت ابنة قرظة بشئ فيه مساحل من حديد إلى ابن أبي حذيفة فقطع بها الحديد عنه ، ثم جاء فاختبأ في مغارة بجبل الذيب بفلسطين ، فدُلَّ عليه رشدين مولى أبي حذيفة أبيه ، وكان معاوية خلَّفه على فلسطين فأخذه فقال له محمد : أنشدك الله لما خلَّيت سبيلي ، فقال له : أخلي سبيلك فتذهب إلى ابن أبي طالب وتقاتل معه ابن عمتك وابن عمك معاوية ، وقد كنت فيمن شايع علياً على قتل عثمان ، فقدمه فضرب عنقه . وقال المدائني : وقد قيل إن محمد بن أبي حذيفة كان في جيش محمد بن أبي بكر ، فأخذ وبعث به إلى معاوية . والله أعلم . وقوم يقولون : أن ابن أبي حذيفة حين أخذ لم يزل في حبس معاوية إلى بعد مقتل حجر بن عدي ، ثم إنه هرب فطلبه مالك بن هبيرة بن خالد الكندي ثم السكوني ، ووضع الأرصاد عليه فلما ظفر به قتله غضباً لحجر » . أقول : هكذا أبعد معاوية دم ابن خاله عن نفسه ، بروايات متناقضة ! وتقدم أنا نرجح أنه توجه إلى المدينة قبل صفين ليلتحق بأمير المؤمنين ( عليه السلام ) مع عدد قليل من أصحابه ، قبل صفين وقبل وصول قيس بعد سعد بن عبادة والياً عليها لأن قيساً كان وقت حرب الجمل في مصر ، فتمكن معاوية