ودمائهم وما أصابوا في الفتنة ، فخلص معاوية حين فرغ من عبد الله بن عباس والحسن إلى مكايدة رجل هو أهمُّ الناس عنده مكايدةً ومعه أربعون ألفاً ، وقد نزل معاوية بهم وعمرو وأهل الشام ، وأرسل معاوية إلى قيس بن سعد يذكره الله ويقول : على طاعة من تقاتل وقد بايعني الذي أعطيته طاعتك ؟ ! فأبى قيس أن يلين له حتى أرسل إليه معاوية بسجلٍّ قد ختم عليه في أسفله ، فقال : أكتب في هذا السجل ما شئت فهو لك ! قال عمرو لمعاوية : لا تعطه هذا وقاتله ! فقال معاوية : على رسلك ، فإنا لا نخلص إلى قتل هؤلاء حتى يقتلوا أعدادهم من أهل الشأم ، فما خير العيش بعد ذلك ! وإني والله لا أقاتله أبداً حتى لا أجد من قتاله بداً . فلما بعث إليه معاوية بذلك السجل اشترط قيس فيه له ولشيعة عليٍّ الأمان على ما أصابوا من الدماء والأموال ، ولم يسأل معاوية في سجله ذلك مالاً ، وأعطاه معاوية ما سأل ، فدخل قيس ومن معه في طاعته » . أقول : الصحيح أن جيش قيس كان اثني عشر ألفاً لا أربعين ألفاً ، بل ورد أن الذين ثبتوا معه وجددوا له البيعة منهم أربعة آلاف ، ويظهر أنهم طليعة الأربعين ألفاً الذين بايعوا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قبل شهادته على حرب معاوية حتى الموت . وأخيراً بايع قيس في الكوفة بأمر الإمام الحسن ( عليه السلام ) !