ولكن موقف الأنصار إلى جانب العترة النبوية كان بعد أن ذاقوا الأمرَّين من طلقاء قريش الذين يبغضونهم ، فكان موقفهم أشبه بالتكفير عن الذنب بعد فوات الأوان . لهذا يعتبر سعد وابنه قيس شيعة بالمعنى العام ، وليسوا كعمار ، وسلمان ، والمقداد ، وأبي ذر ، وحذيفة ، والأشتر ، ومحمد بن أبي بكر ، وخالد بن سعيد ، وعشرات المعتقدين بأن إمامة علي ( عليه السلام ) والعترة فريضة ، بنص النبي ( صلى الله عليه وآله ) سواء أطاعت الأمة أم عصت . وبهذا نفسر مخالفة قيس لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) في أهل خَرَبْتَا العثمانيين ، فهادنهم وأعطاهم امتيازات حتى تفاقم أمرهم وأمدهم معاوية فأخذوا مصر وقتلوا محمد بن أبي بكر بوحشية ! وكأن قيساً أراد التكفير عن ذلك ن فكان موقفه مع الإمام الحسن ( عليه السلام ) مشرفاً ، فقد ثبت أمام إغراء معاوية إلى آخر مرحلة ، وجرت بينهم مراسلات وانتهت بلهجة شديدة جداً ، ولم يقبل الصلح حتى أرسل له معاوية رقاً مختوماً ليشترط فيه ما شاء ، كالذي أرسله إلى الإمام الحسن ( عليه السلام ) . قال الطبري في تاريخه : 4 / 125 : « واشترط الحسن لنفسه ثم بايع معاوية وأمَّرت شرطة الخميس قيس بن سعد على أنفسهم ، وتعاهدوا هو وهم على قتال معاوية حتى يشترط لشيعة علي ولمن كان اتبعه ، على أموالهم