لذلك ينبغي أن يقسم تاريخ الأنصار إلى : مرحلة ما قبل غنائم حنين ، ومرحلة ما بعدها ! وقد عالج النبي ( صلى الله عليه وآله ) هذا الهبوط في إيمانهم ، بتطييب خاطرهم ، وهي معالجة تهدؤهم ، لكنها لا ترفع مستواهم ، فذلك بأيديهم . وهذا يفسر لنا نقضهم لبيعتهم للنبي ( صلى الله عليه وآله ) في بيعة العقبة بأن يحموه ويحموا أهل بيته بعده مما يحمون منه أنفسهم وذراريهم ! فعندما رأى سعد أن قريشاً مجمعة على إبعاد عترة النبي ( صلى الله عليه وآله ) عن خلافته ، لم ينصر أهل بيت نبيه ، بل أخذ يعمل لأن تكون الخلافة له لأنه أحق بالإسلام وخلافته من بطون قريش ! لذلك ورد فيه الذم من فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) وغيرها من أئمة العترة ( عليهم السلام ) . ثم لم يتهنأ سعد بموقفه المتخاذل عن أهل البيت ( عليهم السلام ) ، فقد نفاه عمر إلى حوران ، ثم قتله وقيل قتلته الجن ! 5 . كان قيس بن سعد بن عبادة كأبيه زعيم الخزرج ، وعامة الأنصار ، ثابتاً على موقفه ضد خلافة أبي بكر وعمر وعثمان ، وقد شارك مع علي ( عليه السلام ) بفعالية في حروبه هو وكافة الأنصار ، ولم يشارك منهم مع معاوية إلا شخصان من صبيانهما العاديين هما النعمان بن بشير ومسلمة بن مخلد !