طرد أهل مصر وإليهم وبايعوا محمد بن أبي حذيفة ! كان في مصر حركة قوية ضد عثمان ، شارك فيها عدد من الصحابة ، منهم عمار بن ياسر ، وأبو ذر الغفاري ، وعمرو بن الحمق الخزاعي ، لكن قائديها المحمدان : محمد بن أبي بكر ومحمد بن أبي حذيفة . وقد تميز الأخير بحكم صفاته الشخصية ، وأنه من علياء بني أمية ، فهو حفيد زعيمهم الكبير عتبة بن ربيعة ، الذي قتل في بدر ، وبيته عندهم أشرف من بيت أبي سفيان ، فضلاً عن بيت عثمان وبقية بني العاص والعيص . لذلك كانت عين محمد قوية على عثمان وعلى واليه ابن أبي سرح ، فعجزا عن إخضاعه . وحاول عثمان كسبه ، فأرسل له ثلاثين ألف درهم وهدايا ، فوضعها محمد في المسجد وقال للمسلمين إن عثمان يرشوه ليسكت عن انحرافه عن الإسلام ، فزادت نقمة المصريين على عثمان . وفي تاريخ دمشق ( 29 / 26 ) : « ثم وفد ( الوالي ) على عثمان بن عفان واستخلف على مصر السائب بن هشام بن عمرو العامري ، فانتزى ( أي قفز ) محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس ، فخلع السائب وتأمَّر على مصر