سرح قراءته فسأل عنه فقيل رجل أبيض طوال وضئ الوجه ، فأمر إذا صلَّى أن يؤتى به ، فلما رآه قال : ما جاء بك إلى بلدي ؟ قال : جئت غازياً . قال : ومن معك ؟ قال محمد بن أبي بكر ، فقال : والله ما جئتما إلَّا لتفسدا الناس وأمر بهما فسجنا ، فأرسلا إلى محمد بن طلحة يسألانه أن يكلَّمه فيهما لئلَّا يمنعهما من الغزو ، فأطلقهما ابن أبي سرح ، وغزا ابن أبي سرح إفريقية فأعد لهما سفينة مفردة لئلَّا يفسدا عليه الناس ، فمرض ابن أبي بكر فتخلَّف وتخلَّف معه ابن أبي حذيفة ، ثم إنهما خرجا في جماعة الناس ، فما رجعا من غزاتهما إلَّا وقد أوغرا صدور الناس على عثمان ، فلما وافى ابن أبي سرح مصر وافاه كتاب عثمان بالمصير إليه ، فشخص إلى المدينة ، وخلَّفَ على مصر رجلاً كان هواه مع ابن أبي بكر وابن أبي حذيفة ، فكان ممن شايعهم وشجعهم على المسير إلى عثمان » . * *