حركة المصريين ضد الخليفة عثمان عرف المصريون بسعة صدرهم مع حكامهم ، ومع ذلك ضاقت صدورهم بالحاكم الأموي فكتبوا يشكونه إلى الخليفة عثمان فلم يقبل منهم ، فذهبوا وفداً إلى المدينة ووسَّطوا علياً ( عليه السلام ) لحل المشكلة ، لكن عثمان وسكرتيره مروان رفضا طلبهم ، فعادوا إلى مصر غاضبين ، ثم عاقبهم الوالي في مصر وضرب أحدهم حتى مات ! فرأى المصريون أن يذهبوا إلى المدينة في وفد كبير ليكون ضغطهم على الخليفة أكبر ، فيستجيب لمطلبهم ويُغيِّر الوالي ، فشكلوا وفداً من سبع مئة رجل برئاسة صحابي من أهل بيعة الرضوان ، هو عبد الرحمن بن عديس البلوي ، وعسكروا قرب المدينة ، وأرسلوا إلى الخليفة عثمان رسولاً ، وأرسل إليهم مبعوثين ، ثم جاءهم هو . ثم ذهبوا إلى عثمان ، وطلبوا من علي ( عليه السلام ) أن يساعدهم فحضر معهم ، وكان موقف عثمان ألين من السابق . ثم ذهبوا إلى العمرة ورجعوا ، وواصلوا ضغطهم على عثمان فقبل بتغيير الوالي وتولية محمد بن أبي بكر بدله ، وكتب لهم المرسوم فذهبوا مسرورين ومعهم وإليهم الجديد . لكنهم في الطريق وجدوا رسولاً من عثمان إلى الوالي الأموي يأمره أن يحبس الوفد ومحمد بن أبي بكر ، أو يقتلهم !