ولاية مالك الأشتر على مصر روى الثقفي في الغارات ( 1 / 254 ) عن المدائني قال : « فلم يلبث ابن أبي بكر شهراً كاملاً حتى بعث إلى أولئك المعتزلين ، الذين كان قيس بن سعد موادعاً لهم ، فقال : يا هؤلاء إما أن تدخلوا في طاعتنا ، وإما أن تخرجوا من بلادنا . فبعثوا إليه : إنا لا نفعل فدعنا حتى ننظر إلى ما يصير إليه أمر الناس فلا تعجل حربنا ، فأبى عليهم ، فامتنعوا منه وأخذوا حذرهم . ثم كانت وقعة صفين وهم لمحمد هائبون ، فلما أتاهم خبر معاوية وأهل الشام وصارت أمورهم إلى الحكومة ، وأن علياً وأهل العراق قد رجعوا عن معاوية وأهل الشام إلى عراقهم ، اجترؤوا على محمد بن أبي بكر وأظهروا المنابذة له ، فلما رأى ذلك محمد بعث ابن جمهان البلوى إليهم ، وفيهم يزيد بن الحارث من بني كنانة فقاتلهم فقتلوه ، ثم بعث إليهم رجلاً من كلب فقتلوه أيضاً . وخرج معاوية بن حديج السكسكي فدعا إلى الطلب بدم عثمان ، فأجابه ناس كثير آخرون ، وفسدت مصر على محمد بن أبي بكر ، فبلغ علياً توثبهم عليه فقال : ما لمصر إلا أحد الرجلين : صاحبنا الذي عزلناه عنها بالأمس يعني قيس بن سعد ، أو مالك بن الحارث .