لم يتهنأ ابن العاص بملك مصر ! وفي تاريخ دمشق : 49 / 427 : « وقدم عمرو بن العاص على معاوية بعد فتحه مصر فعمل معاوية طعاماً فبدأ بعمرو وأهل مصر فغداهم ، ثم خرج أهل مصر واحتبس عمرواً عنده ، ثم أدخل أهل الشام فتغدوا ، فلما فرغوا من الغداء قالوا : يا أبا عبد الله بايع ! قال : نعم ، على أن لي عُشْراً ، يعني مصر ! فبايعه على أن له ولاية مصر ما كان حياً . فبلغ ذلك علياً فقال ما قال » . يقصد قول أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « كرَّ على العاصي بن العاصي فاستماله فمال إليه ، ثم أقبل به بعد أن أطعمه مصر ! وحرامٌ عليه أن يأخذ من الفئ دون قَسْمه درهماً » . ( الخصال / 378 ) . أو قوله : « إنه لم يبايع معاوية حتى شرط له أن يؤتيه أتيَّة ، ويرضخ له على ترك الدين رضيخة » ! ( نهج البلاغة : 1 / 148 ) . وفي تاريخ اليعقوبي : 2 / 221 : « وكانت مصر والمغرب لعمرو بن العاص طُعْمَةً شرطها له يوم بايع ! ونسخة الشرط : هذا ما أعطى معاوية بن أبي سفيان عمرو بن العاص ، مصرَ ، أعطاه أهلها ، فهم له حياته » ! أقول : لاحظ أن معاوية يرى مصراً وشعبها ملك له ، فيهبهما لابن العاص ! والحمد لله أن ابن العاص كان في آخر عمره ، فلم يتمتع بحكم مصر ووارداتها ، إلا سنتين وكسراً !