روى الحاكم : 3 / 452 : « لما حضرت عمرو بن العاص الوفاة قال : كِيلوا مالي ، فكالوه فوجدوه اثنين وخمسين مُداً ، فقال : من يأخذه بما فيه ، يا ليته كان بعراً ! قال : وكان المد ستة عشر أوقية والأوقية منه مكوكان . ومات عمرو بن العاص يوم الفطر وقد بلغ أربعاً وتسعين سنة » . ونقل الرواة عن عمرو حالة صحو وجرأة اعترف فيها بالحق على نفسه ! ففي تاريخ عمرو بن العاص للدكتور حسن إبراهيم / 270 : « قال عمرو بن العاص : أعجب الأشياء أن المبطل يغلب المحق ! يُعَرِّض بعلي ومعاوية ! فقال معاوية : بل أعجب الأشياء أن يعطى الإنسان ما لا يستحق . يعرض بعمرو ومصر التي أخذها له طُعمة » ! وفي الإستيعاب لابن عبد البر : 3 / 1190 ، عن الشافعي قال : « دخل ابن عباس على عمرو بن العاص في مرضه فسلَّم عليه وقال : كيف أصبحت يا أبا عبد الله ؟ قال : أصلحت من دنياي قليلاً وأفسدت من ديني كثيراً ! فلو كان الَّذي أصلحت هو الَّذي أفسدت والَّذي أفسدت هو الَّذي أصلحت لفُزت . ولو كان ينفعني أن أطلب طلبت ولو كان ينجيني أن أهرب هربت ، فصرت كالمنجنيق بين السماء والأرض ، لا أرقى بيدين ولا أهبط برجلين » ! وهكذا اعترف بأنه أفسد دينه بالظلم والقتل والمعاصي ، لكنه اعتراف بعد فوات الأوان ! فمعاصيه تركت بصماتها على تاريخ المسلمين وعقائدهم !