responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مستدركات أعيان الشيعة نویسنده : حسن الأمين    جلد : 1  صفحه : 98


والذي نحن بصدده الآن هو ضياع هذا الأدب لمدينة الأحساء ، ونسيانه .
وتتلخص الأسباب بما يلي :
1 - عدم تصدي الدارسين للتاريخ والأدب ، وعدم التوجه منهم ، وإغفالهم هذه المنطقة إلا القليل النادر .
2 - التأثر بالعامل المذهبي لدى بعض من تصدى لجمع شعر شعراء هذا القطر كما بينا ذلك .
3 - عامل الخوف الذي ساد رجال العلم والأدب في تلك البلاد ، وهذا ناتج عن الحملة الوهابية في أول مجيئها ، فقد تعرض الناس وأهل العلم والأدب - بالخصوص - إلى الامتهان والقتل أحيانا ، مما دعا البعض من رجال العلم والأدب أن يغادروا وطنهم ويهاجروا إلى سائر البلدان كايران والعراق والبحرين وغيرها ، واضطر الباقون إلى إخفاء ما لديهم من تأليف علمية أو دواوين شعرية ، وذلك بدفنها في الأرض .
وأما ما سلم من هذا التراث وانتقل إلى يد الورثة من أبناء العلماء والأدباء ، فقد قام هؤلاء بسبب العامل نفسه بإتلاف ما ورثوه من تلك المأثورات العلمية والأدبية وخصوصا الشعر منها ، وإذا أحسنوا رموها بين سفوح الجبال أو وضعوها في المساجد مع نسخ القرآن الممزقة .
4 - جهل من انتقل إليهم ذلك التراث ، وحرص بعضهم حتى تلف كثير من تلك الكتب والدواوين ، ولعل الجهل والحرص لم يختصا ببلاد دون أخرى ، فهناك الكثير من التراث العلمي والأدبي قد ضاع في كثير من البلدان لهذا السبب أيضا .
وبالرغم من كل هذا فقد وقفت في إحدى سفراتي إلى بلاد الأحساء على مجموعة لا بأس بها من الآثار الأدبية والدواوين الشعرية لبعض الشعراء هناك ، وقد نقلت كثيرا من القصائد والمقاطيع الشعرية وبعض البنود ، وقد استنسخت بعض الدواوين بكاملها ، من ذلك ديوان الشيخ محمد البغلي من شعراء القرن الثالث عشر . . . وكثير من شعراء هذا القرن والقرن الذي قبله ، وممن نقلت كثيرا من قصائده وتخاميسه وتشطيره الشيخ عبد الله الصايغ ، كما نقلت له ملحمة مطولة في المعصومين الأربعة عشر ، تبلغ 1526 بيتا حسب تعداد الشاعر لأبيات تلك الملحمة ، وإن كان الذي وقفت عليه من أبيات تلك الملحمة يربو على هذا العدد بمائة بيت تقريبا .
وقد جارى فيها الشاعر قصيدة الملا كاظم الأزري ، وقد أشار إلى الشاعر المذكور وأشاد بافضلية السبق له عليه ، وقد نقلتها عن نسختين مخطوطتين موجودتين لدى بعض المؤمنين في الأحساء ، وها أنا أقدم للنشر جانبا من هذه القصيدة ، عسى أن تتهيأ فرصة أكبر لنشرها بكاملها .
< فهرس الموضوعات > الشاعر < / فهرس الموضوعات > الشاعر هو الشيخ عبد الله بن علي بن عبد الله الوائل الأحسائي المعروف ب « الصائغ » .
ولد الشاعر في الهفوف عاصمة الأحساء ، في حدود النصف الأول أو بعده بقليل من القرن الثالث عشر ، ولم يحدد بالضبط تاريخ ولادته ، غير أنه كان حيا عام 1281 ه‌ ، وهو تاريخ الفراغ من نظم ملحمته الشعرية ، كما أرخها هو في آخر أبياتها .
والشاعر ، بالاضافة إلى ملكته الشعرية ، كان أحد العلماء المحصلين ، أخذ دراسته العلمية في مدينة الأحساء على يد علمائها آنذاك ، ومنهم الشيخ محمد أبو خمسين [1] فقد أخذ عنه الفقه والحكمة ، ولا يدرى هل سافر إلى النجف أم لا ؟
< فهرس الموضوعات > آثاره < / فهرس الموضوعات > آثاره للشاعر المذكور من الآثار المخطوطة ما وقفت عليه في الأحساء عند بعض المعنيين بجمع تراث الأحساء - وخصوصا الأدبي منه - وهي كما يلي :
1 - ديوان شعر كبير يتالف من ثلاثة أجزاء في مختلف الأغراض والمواضيع .
2 - كشكول كبير في مجلدين سقطت أكثر أوراقه أو تلفت .
3 - نهج الأزرية ، وهي الملحمة التي سنقدم جزءا منها للقارئ : تشتمل على أكثر من ( 1500 ) بيت من الشعر ، كما توجد له ثلاثة بنود ، في التوحيد ، والنبوة ، والامامة .
< فهرس الموضوعات > وفاته < / فهرس الموضوعات > وفاته توفي الشاعر في قرية « سيهات » إحدى قرى مدينة القطيف ، وكانت وفاته سنة 1305 ه‌ .
< فهرس الموضوعات > قصيدة نهج الازرية < / فهرس الموضوعات > قصيدة نهج الازرية < شعر > هذه رامة وهذي رباها فاحبسا الركب في حماها وأنيخا بها المطايا وميلا للثرى وانشقا ريج شذاها وقفا بي ولو كلوث إزار عل نفسي تنال منها مناها وأسائل طلولها عن ظعون سار قلبي لسيرها وتلاها وأؤدي لها يسير حقوق من كثير وأين مني أداها بمغان حوت لحسن غوان تتوارى الشموس تحت ضياها من ظباء كوانس بخدور حجبتها ليوثها بظباها يا خليلي لا تلوما خليعا خلعت نفسه غرام سواها واسعداني - سعدتما - في غرامي إن خير الصحاب صحب صفاها أو دعاني بها أبث شجونا كلمت مهجتي كلوم مداها أنا فيها متيم وغرامي شاهد أنني قتيل هواها كيف تهوى الملام نفس معنى كثرة اللوم في الهوى أغواها ما لنفسي وللسلو وهذا دمعها أهرقته سرب دماها صيرته خضابها لا كف وخدود قد صرت من قتلاها لست أنسى - وكيف أنسى - زمانا قد تجلت أيامه بصفاها وليال قد أقمرت بوصال العين من غيدها وشط نواها زمن أينعت ثمار الأماني لي فيه وأتحفتني جناها حيث لم نلف واشيا ورقيبا نتقي منهما وقوع جفاها فتولى كأنه ومضة من برقة أو كخفقة من كراها يا رعى الله تلك أوقات أنسي تم حسن الزمان من حسناها كم به من لبانة أنعشتنا باجتنا صفوها بوصل مهاها فقضينا به مناسك عشق حيث إحرامنا بلبس هواها < / شعر >



[1] أسرة آل أبي خمسين من الأسر العلمية المعروفة في مدينة الهفوف بالأحساء ، أشهرهم الشيخ موسى أبو خمسين .

98

نام کتاب : مستدركات أعيان الشيعة نویسنده : حسن الأمين    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست