نام کتاب : مستدركات أعيان الشيعة نویسنده : حسن الأمين جلد : 1 صفحه : 59
حسين مؤنس مسئولون عن قوة القدر وعن عتوه . وغيرهم غير مسئول . وفي أحداث سنة 517 يقول ابن القلانسي : وفيها ورد الخبر بان أسطول مصر لقي أسطول البنادقة في البحر فتحاربا فظفر به أسطول البنادقة وأخذ منه عدة قطع . كيف ينهزم الأصطول الفاطمي ؟ هذه مسئولية الفاطميين ! . وتظل الحروب سجالا ويظل الفاطميون على سلاحهم يلاحقون الفرنج في البر والبحر حتى تأتي سنة 546 فيقول ابن القلانسي : وفي هذه الأيام ورد الخبر بوصول الأصطول المصري إلى ثغور الساحل في غاية من القوة وكثرة العدة والعدة وذكر أن عدة مراكبه سبعون مركبا حربية مشحونة بالرجال . ولم يخرج مثله في السنين الخالية وقد أنفق عليه قرب ثلاثمائة ألف دينار وقرب من يافا من ثغور الافرنج فقتلوا وأسروا وأحرقوا ما ظفروا به واستولى على عدة وافرة من مراكب الروم والافرنج ثم قصدوا ثغر عكا وفعلوا فيه مثل ذلك وحصل في أيديهم عدة وافرة من المراكب الحربية الافرنجية وقتلوا من الحجاج وغيرهم خلقا عظيما وانفذوا ما أمكن إلى ناحية مصر وقصدوا ثغر صيدا وبيروت وطرابلس وفعلوا فيها مثل ذلك إلى آخر ما قال . هذه شذرات قليلة من كثير ماخوذة من كتاب واحد ومن صفحات محدودة تشير إلى بعض جهاد الدولة التي يقول عنها الدكتور حسين مؤنس أنها رحبت بهذا الغزو الأجنبي . ثم لا يتورع عن القول عنها أنها كانت بلاء على الإسلام والمسلمين . ولعل من هذا البلاء أنها أورثتنا القاهرة والأزهر . والدكتور حسين الذي لم يستطع إلا أن يعترف في مقاله بان صلاح الدين الأيوبي قد عقد اتفاق هدنة مع الصليبيين سلمهم بسببه سلما بلا قتال ، الساحل الممتد من صور إلى حيفا . الدكتور حسين مؤنس الذي اعترف بذلك ، لم يجد فيه مأخذا ! ! ! فليت عفوه وتسامحه اللذين شملا هذه المهادنة وهذا التسليم ، قد شملا ما ادعاه زورا على غير صلاح الدين من مثل ذلك . ونزيد الدكتور مؤنس أن صلاح الدين لم يسلم الصليبيين الساحل فقط ، بل سلمهم أيضا قسما من الداخل بما فيه نصف اللد ونصف الرملة وغير ذلك . سلمهم هذا وهو المنتصر في وقعة حطين ! . . . ونزيد الدكتور أيضا أن صلاح الدين رفض ما عرضه عليه الخليفة الناصر بان يمده بجيوش العراق ليواصل قتال الصليبيين والقضاء عليهم في فلسطين كلها ، لقد رفض ذلك وآثر الهدنة والتسليم . وإذا كان الدكتور مؤنس وغير الدكتور مؤنس في شك من ذلك فليرجع إلى ما كتبه عماد الدين الأصفهاني صاحب كتاب الفتح القسي في الفتح القدسي والذي كان بمثابة سكرتير شخصي لصلاح الدين وشهد كل هذه الأحداث بنفسه . ونزيد الدكتور أيضا وأيضا بان نور الدين أراد قبل ذلك الزحف على الصليبيين من الشام وطلب من صلاح الدين الزحف عليهم من مصر ولكن صلاح الدين رفض ذلك وتمرد على متبوعه نور الدين . أما لما ذا فعل ذلك فان ابن الأثير يكفينا الجواب ، يقول ابن الأثير : وكان المانع لصلاح الدين من غزو الافرنج الخوف من نور الدين ، فإنه كان يعتقد ان نور الدين متى زال عن طريقه الافرنج أخذ البلاد منه فكان يحتمي بهم عليه ولا يؤثر استئصالهم ، وكان نور الدين لا يرى إلا الجد في غزوهم بجهده وطاقته ، فلما رأى إخلال صلاح الدين بالغزو وعلم غرضه تجهز للمسير إليه فأتاه أمر الله الذي لا يرد . فليت عفو الدكتور حسين مؤنس وتسامحه اللذين شملا كل هذا شملا أيضا وهما علق في ذهنه . ولو كان الدكتور مؤنس أكثر تثبتا وأقل عصبية لما كان قال : ( كان أصحاب السلطان هناك ( في القدس ) رجال الفاطميين انسحبت قواتهم دون قتال إلى عسقلان ) . وكذلك فنحن هنا لا نرد عليه بأنفسنا ونترك للأستاذ حسن حبشي صاحب كتاب الحروب الصليبية ولكل المؤرخين أن يردوا عليه . قال الأستاذ حبشي مستندا إلى ابن الأثير وغير ابن الأثير من مؤرخي العرب والفرنج : ( فوجئ افتخار الدولة - حاكم مصر على القدس - بمقدم هذه الجموع اللجبة وأدرك ضعفه عن مقاومتها فعمد إلى تسميم الآبار وطم القنوات وأخرج النصارى من المدينة وعهد بحراسة الأسواق إلى جماعة من العرب والسودان ) . وقلة التثبت وكثرة العصبية تجعل الدكتور مؤنس يسمي الفاطميين باسمهم حين يحسب أنه وجد موطن ضعف . أما غير الفاطميين فلا يذكرهم أصلا بل يمر بهم مسرعا مجملا الكلام : كما في قوله : في نفس المقال : ( بهذا وبدون مقاومة من أهل الدول التي كانت قائمة إذ ذاك وجنودها الكثيرين وضع الصليبيون قدما ثابتة في أرض الشام ) فإذا صح هذا فلما ذا هذه العناية بذكر الفاطميين وتخصيصهم وحدهم ما دامت الدول القائمة كلها وجنودها الكثيرون لم يقاوموا باعتراف الدكتور المؤرخ ؟ ! جواب الدكتور مؤنس : كان كل ما أجاب به الدكتور مؤنس على ردنا عليه أن استشهد بقول لكاتب أوروبي . وكنا قد قرأنا من قبل للدكتور مؤنس مقالا في المجلة نفسها ينعي فيه على من يستندون فيما يكتبون عن تاريخ العرب والمسلمين على كتاب أوروبيين ، جاءت فيه هذه الجملة في معرض الإنكار والتأنيب : « . . . كلام ينقلونه من كتب أوروبية وننقل عنهم دون تفكير أو احساس ! ! . . » . صدق الدكتور مؤنس . . . « ننقل عنهم دون تفكير أو إحساس ! » والدكتور يقول في هذا المقال مدافعا عن المسلمين المنهزمين امام المغول : « . . . فإذا كان المغول قد انتصروا عليهم فلهم عذرهم » . للمنهزمين امام القوى المغولية الطاغية عذرهم ، لأنهم غير فاطميين ، اما المنهزمون امام القوى الصليبية الجارفة فلا عذر لهم ، لأنهم فاطميون ! ! ! وإليك نص ما أجاب به الدكتور مؤنس على ردنا عليه : « ينكر السيد حسن الأمين ما ذهبت اليه من اتجاه الفاطميين إلى التعاون مع الصليبيين أول ما نزلوا ارض الشام » . ونعلق نحن على هذه الفقرة من رد الدكتور مؤنس بما يلي : 1 - لقد تراجع عن اتهامه السابق بعد ان قرأ ردنا عليه وما واجهناه به من حجج دامغة . فبعد أن كان في مقاله السابق يتهم الفاطميين اتهاما صريحا
59
نام کتاب : مستدركات أعيان الشيعة نویسنده : حسن الأمين جلد : 1 صفحه : 59