نام کتاب : مستدركات أعيان الشيعة نویسنده : حسن الأمين جلد : 1 صفحه : 154
الشهادة الثانوية التي تؤهله لدخول الجامعة حتى نجح في نيلها فانتسب إلى كلية الإلهيات فحصل منها على شهادة ( الليسانس ) ثم شهادة الدكتوراة . وكان المرجع الأعلى في قم السيد البروجردي قد اهتم بإنشاء مسجد جامع للجالية الإيرانية الكثيرة العدد في مدينة ( همبورغ ) بالمانيا وان لا بد لتلك الجالية ممن يقوم على شئونها وشئون المسجد العتيد ، فانتدب لذلك السيد بهشتي فسافر إلى همبورغ وأتم بناء المسجد ونظم له برامج اسلامية ، وبعد أن كان اسم المسجد ( مسجد الايرانيين ) حول اسمه إلى ( المركز الإسلامي في همبورغ ) وأصبح ملتقى للمسلمين جميعا وبعد اقامة حوالي خمس سنوات في ألمانيا عاد إلى ايران فمنعته السلطات من الذهاب إلى قم ، ولكنه ظل يواصل نشاطه مع إخوانه في طهران حتى نجاح الثورة الإيرانية . ورحيل الشاه . وحين قررت الحكومة الموقتة اجراء انتخابات ( مجلس الخبراء ) ليعد الدستور الايراني الإسلامي كان السيد بهشتي عضوا فيه عن طهران . ثم كان رئيسا أعلى للقضاء . وعن حادث انفجار المكتب المركزي للحزب واجتماع ذلك العدد الكبير من المسئولين فيه يتحدث السيد خامنئي قائلا : لقد كان ذلك الاجتماع في الواقع اجتماعا اسبوعيا بل كان محورا للسياسات الرئيسية لكافة اجهزة الحكومة ، فقد كان اجتماعا حزبيا يحضره جمع من أعضاء المجلس المركزي للحزب وعدد من الأعضاء العاملين وممثلي الحزب في المؤسسات والوزارات ومجلس الشورى الإسلامي ولقد كنا جميعا في الاجتماعات السابقة ولو لا انني كنت في المستشفى أثر حادث محاولة الاغتيال التي تعرضت لها لكنت من المشاركين في ذلك الاجتماع ، وان أحد الألطاف الإلهية هو عدم وجود الشيخ هاشمي رفسنجاني ( رئيس مجلس الشورى ) والشيخ باهنر في ذلك الاجتماع وقد كان عدم وجودهما لأسباب خاصة . محمد تقي بهار الملقب بملك الشعراء ولد سنة 1304 في مدينة مشهد وتوفي سنة 1370 في طهران . انتقل إليه لقب ( ملك الشعراء ) من أبيه محمد كاظم الذي لقب بملك الشعراء للروضة الرضوية العلوية في مشهد الرضا ع وأصبح ملك الشعراء في تلك البقعة البهية ولقد حافظ على هذا اللقب ابنه المترجم وزاد عليه بما أوتى من كفاءة وعبقرية . هو محمد تقي بهار الملقب بملك الشعراء ابن محمد كاظم صبوري ملك الشعراء ، درس الأوليات من العلوم العربية والفارسية في مسقط رأسه على أبيه وعلى بعض أدباء خراسان المعاريف كما أخذ ينظم الشعر ولم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره وقد أصبح نظمه وهو في سن العشرين موضع إعجاب الأدباء والنقاد من المتضلعين باللغة الفارسية وآدابها في عصره . وعند ما بزغت شمس النهضة الدستورية التي عمت جميع أنحاء إيران منذ العشرة الثانية من القرن الرابع عشر الهجري وأعلن الدستور الايراني سنة 1324 كان المترجم على رأس من ولج ميدان الكفاح السياسي والنضال الاجتماعي في محافظة خراسان ، رافعا راية هذه النهضة مستعينا بشعره الحماسي ونثره المنسجم ، مناضلا عن الدستور ومشتركا في المنتديات والمجتمعات السياسية والأدبية التي كانت تعقد في مدينة مشهد . وكانت الصفة الغالبة على شعره ونثره الانتقاد اللاذع للأوضاع السائدة والاستنهاض الملح للطبقة المنورة وإثارة الرأي العام وتأييد الأحرار في نضالهم الحاد وكان عمره لما يتجاوز العشرين سنة عندئذ ، كما أنه أصدر في نفس هذا الوقت في مدينة مشهد جريدة باسم ( نوبهار ) أي ( الربيع الجديد ) ثم جريدة ( تازه بهار ) أي ( الربيع الطازج ) وقد أصبحتا مرآة تعكس آراءه ونظرياته ، كما ثابر على إصدارهما سنوات في هذه المدينة المقدسة . ولم يكد يبلغ السن القانونية حتى انتخب نائبا عن محافظة خراسان فانتقل بحكم الضرورة إلى العاصمة ( طهران ) ونقل جريدته ( نوبهار ) أيضا من مشهد إلى العاصمة واستأنف إصدارها فيها فضلا عن أنه أصبح يحرر في صحف أخرى كانت تصدر في طهران وصار من رجال السياسة المعروفين في ايران ، وهكذا تكرر انتخابه نائبا في المجلس النيابي في دوراته الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والحادية عشرة وكان صوته يرن من على كرسي النيابة في أكثر جلسات المجلس ممثلا للمعارضة ومتعاونا مع زعيمها السيد حسن المدرس ، كما اشترك في بعض الأحزاب سواء في مشهد أو طهران كعضو بارز فيها وشغل منصب وزارة المعارف الإيرانية سنة 1365 في الوزارة التي ألفها صديقه القديم السياسي العنيف أحمد قوام السلطنة أثناء الحرب العالمية الثانية واستقال قبل سقوط الوزارة لمعارضته لحكومة ( بيشه ورى ) التي كانت قد تألفت في آذربيجان خلافا للدستور ممتنعا عن توقيع أي اتفاق معها . وعلى الرغم من قضاء معظم وقته في الكفاح السياسي فإنه لم يترك نزعته الأدبية وما جبل عليه من النظم الحاد والنثر اللاهب ، ونزولا عند هذه النزعة أنشا سنة 1336 جمعية أدبية باسم « انجمن أدبي دانشكده » وأصدر مجلة « دانشكده » التي كانت لسان حال تلك الجمعية ، تلك المجلة التي كان لها الأثر البالغ في تجديد حياة النهضة الأدبية في ايران واتسام النظم والنثر الفارسي بسمة حديثة مجلببة بروح عصرية وبأسلوب يختلف كثيرا عن أسلوب النظم والنثر المحاط باطار القرنين الثاني عشر والثالث عشر الهجريين . هذا وقد لقي مترجمنا في نضاله السياسي المعارض عنتا قويا وكبتا عنيفا من السلطات القائمة ، فسجن من جراء ذلك في سنة 1348 للمرة الأولى وفي سنة 1353 للمرة الثانية ( دفعتين ) وبقي حتى أواسط عمره معتما بالعمة البيضاء الصغيرة ومرتديا زي علماء الدين على غرار زملائه ومن على شاكلته من الفضلاء والأدباء عصرئذ لكنه على أثر إصابة عضده بالكسر أثناء رحلته مع المهاجرين إبان إعلان الدستور اضطر إلى استبدال زيه هذا ( ببدلة السترة والبنطلون والقلبق ) لأنه كان قد تعذر عليه بعد إصابة عضده بالكسر أن يلف بسهولة طيات عمته . ولقد كان لتأسيس المترجم جميعة ( انجمن أدبي دانشكده ) وإصداره مجلتها القيمة أثر كبير في حياته وسيرته السياسية التي لقي من ورائها العنت والتعب والنصب ، من سجن وتبعيد وكفاح برلماني ونضال صحفي ، ونتيجة لكل ذلك آثر ترك السياسة والتفرغ للأدب والشعر والتعليم في المدارس العالية كدار المعلمين العليا وكلية الآداب وكذا التأليف والترجمة والاشراف على طبع الكتب الأدبية والتاريخية القديمة والتعليق عليها وتصحيح متونها . هذا وبالاستطاعة اعتبار ملك الشعراء بهار أمير الشعر في ايران خلال القرن الرابع عشر الهجري والعشرين الميلادي وذلك لما وهبه الله تعالى من عبقرية لامعة وقريحة وقادة وشعور مرهف وطبع سليم وشعر قوي وبيان محكم
154
نام کتاب : مستدركات أعيان الشيعة نویسنده : حسن الأمين جلد : 1 صفحه : 154