نام کتاب : مستدركات أعيان الشيعة نویسنده : حسن الأمين جلد : 1 صفحه : 13
< شعر > فانقذت منها معقلا هضباته تلفع من نسج السحاب وترتدي وحيدا بثغر المسلمين كأنه بفيه مبقى من نواجذ أدرد « 1 » باخضر مثل البحر ليس اخضراره من الماء ، لكن من حديد مسرد < / شعر > [1] وقبل أن نفرغ من أمر هذه القصيدة ، نرى من المهم أن نشير إلى بصيص من نور يلوح لنا خلال أبياتها ، ذلك إذ ترد كلمة » الشريف « في هذه القصيدة مرتين يطلقها الشاعر على ممدوحه حين يخاطبه : < شعر > متى أنا في ركب يؤمون منزلا توحد من شخص » الشريف « بأوحد وذكرن من نيل » الشريف « مواردا فما نلن منه غير شرب مصرد < / شعر > فمن هو هذا » الشريف « المحارب للروم في عهد أبي العلاء إذ ثغور العرب قد تساقطت حصونها إلى أيدي الروم ، ولم يبق منها غير واحد يسميه الشاعر » أفامية « وقد أنقذه هذا » الشريف « نفسه ؟ . . نرجع إلى التاريخ السياسي لذلك العهد ، نبحث فيه عن قائد عربي شغل نفسه في محاربة الروم أيام كان أبو العلاء يمدح الأمراء والقواد ، ويعني بالثناء على ذادة الثغور ومنقذي الحصون العربية من البيزنطيين أنفسهم . نرجع إلى ذلك التاريخ ، فلا نجد من يصح أن يتوجه إليه مثل هذا الخطاب من أبي العلاء ، ويكون مع ذلك من » الشرفاء « ، غير قائد ينتسب إلى جيوش الفاطميين ، إذ ليس غير هذه الجيوش كان معنيا في ذلك الحين بقتال البيزنطيين . . فهل هذا أيضا يلقي ضوءا على رأي الأستاذ مارون عبود في » فاطمية « أبي العلاء ؟ . » انتهى ما ذكره الدكتور حسين مروة « . ونحن هنا نريد ان نجلو شكوك الدكتور مروة ، ونوضح ما اعتبره غموضا في حقيقة المقاتلين الذين تغنى ببطولاتهم أبو العلاء ، ونؤكد له ان من تراءى له انهم قواد الجيوش الفاطمية ، هم بالفعل إبطال تلك المعارك التي أثارت شاعرية أبي العلاء ، وانه يستطيع ان يكون على يقين بأنهم هم لا غيرهم الذين نظمت فيهم الأشعار العلائية . وذلك بعرض الحقائق التاريخية التالية : استطاع البيزنطيون بعد موت سيف الدولة الحمداني وضعف الدولة الحمدانية في عهد خلفائه ان يستولوا على كثير من المدن في شمال بلاد الشام ولما وصل الفاطميون إلى مصر وركزوا دولتهم فيها وثبتوا دعائمها في عهد المعز لدين الله سنة 358 ه ( 969 م ) كان أكبر همهم استرجاع ما استولى عليه البيزنطيون من المدن الشامية ، وحاولوا أول الأمر اجلاء البيزنطيين عن انطاكية ولكن القوى البيزنطية كانت أكثر كثافة من قواتهم الزاحفة إليها ، فان البيزنطيين عرفوا خطورة سقوط انطاكية لذلك حشدوا للدفاع عنها قوى كانت أعظم مما قدر الفاطميون ففشل الجيش الفاطمي في استردادها ، واغتنم الامبراطور البيزنطي حنا زيمسكس هذا الفشل وتقدم بجيوشه سنة 975 م من انطاكية إلى حمص ومنها إلى بعلبك ، وخافت دمشق مغبة مقاومته فخضعت ودفعت له الجزية ، كما سلمت له طبريا وقيسارية ، وكان مصمما على الوصول إلى القدس ، وهكذا يسبق هذا الامبراطور البيزنطي الصليبيين في التفكير باستعادة القدس من المسلمين . ويبدو جليا من استعراض الأحداث ان الفاطميين أدركوا نية حنا زيمسكس وصمدوا له فتراجع عن محاولة الوصول إلى القدس وغير هدفه واتجه إلى الساحل مغتنما فرصة حشد الجيوش الفاطمية في طريق القدس ، فاستطاع الاستيلاء على صيدا وبيروت ، ثم اتجه إلى طرابلس ، وأسرع الفاطميون لصده والوقوف في طريق زحفه إليها ، وعضدوا جيشهم البري المدافع عنها باسطولهم الحربي ، واستطاعوا الحاق الهزيمة بالامبراطور البيزنطي ورده عن طرابلس وملاحقته حتى أخلي بيروت وصيدا وكل ما استولى عليه من بلدان الساحل ، وظلت الضربات الفاطمية تلاحقه حتى ردته إلى انطاكية ثم عاد من انطاكية إلى عاصمته القسطنطينية مقهورا حيث توفي فيها في أوائل سنة 976 م . وتمر السنون والفاطميون صامدون للبيزنطيين يدفعونهم عن بلاد الشام حتى كانت السنة 377 ه ( 987 م ) فرأى الامبراطور باسيل الثاني عقم مقاتلة الفاطميين ، وان لا أمل بالنصر عليهم فأرسل إلى الخليفة الفاطمي ( العزيز ) في القاهرة وفدا يحمل هدية ويطلب انهاء الحرب ، وكانت الهدية فيما يروي المؤرخون تحتوي على ثمان وعشرين صينية من الذهب ، فلم يعارض ( العزيز ) في عقد الهدنة مع البيزنطيين ما داموا قد تخلوا عن اطماعهم ، فعقدت هدنة مدتها سبع سنوات بشروط كلها في مصلحة الفاطميين . ولكن الفاطميين - مع الأسف - كانوا لا يواجهون البيزنطيين وحدهم بل كانوا يواجهون الفتن التي يثيرها عليهم أبناء قومهم مستعينين عليهم بالبيزنطيين ، كهذا الذي فعله أمير حلب سنة 381 همما أغرى باسيل الثاني بنقض الهدنة فزحف إلى بلاد الشام فالتقى به الفاطميون على ضفاف نهر العاصي فهزموه وردوه من حيث جاء ، والذي جرى سنة 388 حين انجد باسيل الثاني نفسه المستنجدين به في ثورتهم على الفاطميين بقيادة ( علاقة ) في صور ، وانتصر الفاطميون على البيزنطيين والمستنجدين بهم في معارك برية وبحرية والذي جرى في ( أفامية ) ( وهي التي ذكرها أبو العلاء في شعره ) حين استنجد حسان بن مفرج الطائي بالبيزنطيين على الفاطميين حيث قامت فيها المعارك سجالا . والواقع اننا لا نريد هنا التبسط في الحديث عن تاريخ المعارك بين البيزنطيين والفاطميين وجهاد الفاطميين في ردهم عن بلاد الشام وعن القدس بخاصة ، فذلك له مكان آخر ، ولكننا نريد ان نشير مجرد إشارة إلى تلك المعارك التي استثارت شاعرية أبي العلاء المعري وبعثت فيه روح الاعتزاز بالمناضلين الفاطميين وبطولاتهم في الدفاع عن الوطن العربي الإسلامي . < فهرس الموضوعات > أحمد بن منير الطرابلسي < / فهرس الموضوعات > أحمد بن منير الطرابلسي مرت ترجمته في المجلد الثالث الصفحة 179 ونزيد عليها هنا ما ياتي : < فهرس الموضوعات > العلاقة بينه وبين القيسراني < / فهرس الموضوعات > العلاقة بينه وبين القيسراني لم يكن بدعا أن تنتج الحروب الصليبية في أوروبا أدبا ملحميا مستوحى مما حفلت به تلك الحروب من أحداث وخطوب ، ولم يكن عجبا أن نرى في الآداب اللاتينية سواء في لغة الشمال Chanson d ' oil أو لغة الجنوب Chanson D ' oc ملاحم لامثال جفري اللومباردي ويوسف اكستر وجنتر باسل وكذلك مثل انشودة انطاكية البروفنسالية Chanson d ' antioche التي ألفها غريغوري بشاده ، وقصيدة بودريه وانشودة غرايندور دوياي ، وغيرها . ولكن كان العجيب أن لا تخلق تلك الحروب الملاحم العربية ، لا في حال تدفق الجيوش الفرنجية وانتصاراتها وما رافقها من فجائع وأهوال ، وما عاناه المسلمون فيها من هوان وانكسار . ولا في حال انحسار المد الفرنجي واجتماع القوى الوطنية مستخلصة الوطن منه دفعة وراء دفعة حتى انتهت بتلاشيه . وفيما عدا قليلا من القصائد والمقطوعات أعرب فيها أصحابها عن احزانهم