responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مستدركات أعيان الشيعة نویسنده : حسن الأمين    جلد : 1  صفحه : 105


بخاصة ، رغم كونه ولج باب الجديد وكتب خارج المألوف التراثي من موزون الشعر ومقفاة . . وعن هذه المسألة كتب الدكتور حسين مروة أيضا يحدد انتماء شعر عبد المطلب :
« ان الذي نقدمه من شعره ، وهو بعض شعره لا كله ، يتخذ مسارا يتقاطع حينا ، ويتوازى حينا مع مسار حركة الشعر الجديد ، . . . ان عبد المطلب كان أزخر طاقة وأقوى طموحا وحيوية ، وأشد اندفاعا للانطلاق والتطور والتحرر من أن يتخلف عن قافلته . . . » .
إذن هل ينتمي شعر عبد المطلب إلى تيار الجديد ؟ لا ، لكنه ليس غريبا أو بعيدا أو قاصرا عنه . كان قادرا على مواكبة الحركة الشعرية وقد عايش انطلاقتها بين الحربين وبشكل خاص بعد الحرب العالمية الثانية ، لكن نتاجه الشعري لم يكن بشكل عام ، مواكبا لها .
هذا عن عبد المطلب الشاعر . أما عبد المطلب السياسي فقد يكون الحكم عليه مقاربا وقد يكون النموذج الذي تكون عليه شاعرا هو نفسه الذي تكون عليه سياسيا . . . لذلك نسارع إلى القول أنه عمل في السياسة هاويا ، أيضا ، وليس محترفا ، لكنه هاو بامكانات محترف ، هاو يجيد بامتياز حرفة السياسة التي منع عن احترافها في السلطة بينما امتنع عنها في المعارضة الحزبية .
أما عمله كدبلوماسي فلم يدم طويلا رغم نجاحه الباهر حسب زهير مارديني أحد اصدقائه وهو يروي عن لسان سعد الله الجابري رئيس وزراء سوريا ووزير خارجيتها آنذاك وإذا كان عبد المطلب أحد مؤسسي وزارة الخارجية السورية فهل إلى جانب ذلك أول سفير أو قائم بالأعمال السوري لدى الاتحاد السوفياتي وقد كان ذلك في الأربعينات أي في السنوات العصيبة التي مرت بالعالم العربي ، أبان معارك الاستقلال وفي فترة النكبة والتامر الامبريالي على الشعب الفلسطيني والشعوب العربية . ويحكى عنه نافذ البصيرة ثاقب الرؤيا حيال القضية الفلسطينية لكنه كان يقترح في واد والعرب الخونة يقررون في واد آخر فاعتبرهم عبد المطلب من أفضل الذين يتقنون غموض المواقف واستعداء الآخرين ، ومن أفضل الذين « يكبرون الكلام » . على أن عمله في الحقل الدبلوماسي لم يدم طويلا فما لبث بعد عودته إلى سوريا أن استقال من وزارة الخارجية احتجاجا على انقلاب حسني الزعيم وبذلك بدأت مرحلة جديدة من العمل السياسي عند عبد المطلب .
في الحقل الدبلوماسي لم يكن هاويا . لقد كان محترفا رغم حداثة عهده في هذا الحقل ، بل لقد كان محترفا بامتياز . في حقل النضال الحزبي والشعبي والجماهيري كان عبد المطلب هاويا ، لم يدخل في تنظيم حزبي لكنه منحاز لحزب الناس ، للمستضعفين ، للفقراء ، الذين سلبهم الظالمون حرياتهم ، والمستثمرون خيراتهم والمستعمرون أوطانهم ، كان منحازا ضد المتأمرين على بلادهم ، ومنذ اللحظة الأولى لانقلاب حسني الزعيم أعلن موقفه واضحا :
لقد تمرد عبد المطلب لأنه رأى في حسني الزعيم خطرا على البلاد بتسلطه وارتباطاته ولأنه كان وفيا للذين تعاون معهم قبل الانقلاب ، ونظم قصيدته الشهيرة في حسني الزعيم . [1] ( نذكر بالمناسبة أن الشاعر نزار قباني كان قد تغزل بحسني الزعيم ) .
بعد هذه القصيدة الوطنية ضد صاحب الانقلاب فصل عبد المطلب من الوظيفة وكانت قصيدته قد انتشرت انتشارا كبيرا . وعلى أساس مثل هذا الموقف الوطني كان عبد المطلب مع قضايا الشعب والوطن كتب عن آلامهم وأفراحهم ومعاركهم ضد الاستعمار ، كتب عن الفدائي ، عن معركة القناة ، قناة السويس ، عن حكم كميل شمعون عن الهزيمة 1967 .
من وحي مهنته قاضيا ، وجد نفسه يحاكم قسرا متهمين شتان بين جرائمهم وجرائم من يتربعون على كراسي الحكم .
وكان بسبب مواقفه الوطنية شاعرا جماهيريا يتضخم المهرجان ويتضاعف عدد المشتركين فيه والحاضرين له إذا كان عبد المطلب في عداد الخطباء .
ان ذلك يفسر لنا الشفافية التي امتاز بها في حسه الشعبي وفي مواقفه الجماهيرية وفي قدرته على التعبير عما يجول في خواطر الناس من حوله والشهادات على ذلك كثيرة . في مثل هذه المواقف وإزاء مثل هذه القضايا كان عبد المطلب يهجر أسلوبه الكئيب يائس الذي تحدثنا عنه ليعود إلى أسلوب مفعم بالثقة بالمستقبل وبالناس ، مستند إلى هذه الثقة في سخريته من القيمين على أمور شعبهم من النماذج الشعرية التي كتبها تلك التي تركها بعد الهزيمة في دمشق واعتزل بعد وظيفته وكان يوم ذاك رئيسا لمصلحة التوجيه والتعبئة في وزارة الدفاع السورية . كتب هذه القصيدة وترك سوريا والوظيفة وغادر إلى لبنان .
قال يعارض قصيدة شوقي التي مطلعها :
< شعر > قم ناج جلق وانشد رسم من بانوا مشت على الرسم احداث وازمان نم وانس جلق واندب حظ من هانوا على الأرائك أطفال وغلمان على الحدود تلاميذ ومدرسة وفي السرايات ضباط وأركان مع العدو رعاديد واقفية مع الرفاق منافيخ وشجعان مع الجواسيس تطنيش ومغيبة وفي المباحث تعذيب وإمعان تضاءلت قيم التاريخ فانتفخت فيه الزقاق وشاب الحور والبان مررت في معرض التاريخ اساله هل للعروبة في البازار دكان هل نحن في معرض التاريخ اقفية أم اننا قيم تنمو وإنسان ؟
هل نحن عربدة تطفو كما زبد أم أننا في يد التاريخ برهان هل نحن معولة الهدام أم يده منارة فيداه اليوم بركان ؟
قم سائل الأكمه التاريخ : هل عبرت مع الحضارة في مثواه عربان ؟
هل عشعش القمل في أفيائه وحبا حتى تضايق أهل ثم جيران ؟
تبا له القزم التاريخ وانفجرت شفاهه عن نوايا هن عدوان لو لا دمشق لما طارت قنيطرة ولا ازدرى ببني القفقاس دايان كل الشهور وصمناها بماثرة وكان آخر من قاسى حزيران وقبله كان آذار وثورته وجاء من بعد تشرين ونيسان أما شباط فلم نترك به رمقا للثائرين فللثوار احزان وكان يوليو : وحدث دونما حرج عن الشقيق ليونيو نحن اخوان وأشهر الهجرة الغراء رصعها من الأشقاء بالثورات رمضان وارحل لسيناء واسال في متاهتها عن المشير وقد وارته أكفان من تاه فيها : أموسى في جماعته أم جيشه اللجب حفيان وعريان موشي يرد لفرعون هديته مع الفوائد فالديان دايان < / شعر >



[1] راجع القصيدة في ترجمته .

105

نام کتاب : مستدركات أعيان الشيعة نویسنده : حسن الأمين    جلد : 1  صفحه : 105
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست