نام کتاب : مستدركات أعيان الشيعة نویسنده : حسن الأمين جلد : 1 صفحه : 106
< شعر > سل الحشيش سل الأفيون أن فرغت حقائب ، ففم التاريخ ملئان ملئان باللعنات السود يبصقها في وجه من غدروا عمدا ومن خانوا < / شعر > وراء كل مواقفه صدق انتمائه . لقد انتمى إلى شعبه في جبل عامل ، إلى قضية شعبه والشعوب العربية ، إلى القضية الفلسطينية ، إلى قضية الحرية ، إلى قضية الإنسان . . . لذلك آمن بالإنسان ، بقدرته على تغيير العالم ، بقدرته على صنع المستقبل . هذا عبد المطلب السياسي المنحاز إلى شعبه في معاركه الوطنية في معارك عماله وفلاحيه ومثقفيه ، في نضاله ضد الغلاء وضد القمع ، في كفاحه من أجل التحرر . لكن هذا السياسي الواضح في انتمائه لم ينخرط في تنظيم حزبي ولم يعمل باتجاه الزعامة الشعبية عن أي طريق رغم كونه ابن السيد محسن ذي الموقع المعروف كرجل دين ، وكرجل دين مميز . كان بامكانه أن يستعين بهذا الموقع الاجتماعي والديني للحصول على موقع سياسي لكنه لم يفعل . كما الشاعر والسياسي كان عبد المطلب المفكر وعبد المطلب القاضي وعبد المطلب المحامي والصحافي والناقد . . . فكره هو موقفه بل هو جملة مواقفه التي عبر عنها شعرا وصاغها في زاويته في جريدة النداء وفي بعض ما نشره في صحف دمشق بتوقيع القاضي الفاضل وفي أحاديثه ونقاشاته مع اصدقائه وندمائه . . . المسلك الثاني هو مسلك السخرية والنكتة والفكاهة الحاضرة دائما والفكاهة تعريفا هي مهارة اللعب على التناقض بين ما هو طبيعي وما هو مفتعل ، عادي وغير عادي ، سائد ومنقرض . . . إلخ ولا يمتلك القدرة على الفكاهة من كان لا يمتلك ناصية النقيضين ، على حد سواء . وتزداد المهارة في ابتكار الفكاهة كلما اتسعت مادة الفكاهة لتشمل كل شيء ، نعم كل شيء ، القضاء ، السلطة ، الوزارة ، السفارة ، القصيدة ، الصديق ، الزوج الشيح ، المسائل الحياتية الاجتماعية الأخلاقية إلى ما هنالك من أشياء ومواضيع ، وبذلك تتجاوز الفكاهة حد التهريج والضحك الشكلي وتصل في مستواها وغناها حد الطرب الأصيل وهذا ما كان يتقنه عبد المطلب إلى آخر مداه مما يجعله متحدثا وحيدا في الجلسات والحاضرون على ترقب لجديد من طرائفه وحكاياته وأشعاره واخباره . . . وراء مهارته الضاحكة استخفاف بجوانب الواقع الذي منعه من اطلاق مواهبه وقد اتسع نطاق الاستخفاف هذا ليشمل بعض ما في الذهن من مقدسات كان لا مباليا مع موته ، مستخفا به . الأشهر الأخيرة من حياته قضاها في المرض . كان يصاب بالغيبوبة وحوله الناس في حزن عميق كل واحد منهم يذرف دمعة بصمت وفي مثل هذا الجو من كابة الحاضرين يصحو من الغيبوبة ليروي لهم نكتة تضحكهم . كان زائروه ينظرون إلى أعراض مرضه بخشوع ومهابة وبتأمل عميق بالحياة والموت فيشرد واحدهم إلى حيث يذهب به الخيال ، وحده عبد المطلب كان دائم الابتسامة بل دائم الضحك على ما يظهر عليه من أعراض . في مجال الشعر قلنا : لا يتقن الشعر إلا من كان قابضا على عدة الشعر وأدواته ممتلكا لمفاهيمه مستندا إلى وضوح موقفه . . . وفي مجال الفكاهة نقول : لا يتقن الضحك والمرح والنكتة كعبد المطلب إلا من كان قابضا على أدوات الفرح من الذكاء الحاد وسرعة البديهة ودقة الملاحظة وبلوغ الجرأة والعبث المفرط الذي يفتش عن الحقيقة فيما وراء الحقيقة ، ويقابل بالنكتة من يلتقيهم أيا كان موقعهم ورتبتهم من ستالين إلى تشرشل إلى زملائه واصدقائه وندمائه ورؤسائه ومرؤسيه وكافة الفئات الشعبية التي كان يرتاح إليها أكثر من ارتياحه للآخرين . وطرائفه لا تحصى ومزاحه لا يتوقف والحوادث التي تروى عنه وعن فنونه في الضحك كثيرة منها حادثة مع ستالين ومولوتوف . وحادثة مع الشيخ هاشم الرفاعي في الكويت . وحادثة مع السفير الأميركي في موسكو . وآلاف الحوادث الأخرى التي نعتبرها مجتمعة أهم ما في شخصية عبد المطلب . فبواسطة هذا الأسلوب الطريف الفكاهي المرح ترجم عبد المطلب مواهبه وأخرجها إلى الناس وبها ادخل إلى القلوب فرح اللقاء به وبهجة التعرف عليه شاعرا وقاضيا ودبلوماسيا وناقدا وصحافيا ومحدثا . . . < فهرس الموضوعات > الشيخ عبد المهدي مطر ابن الشيخ عبد الحسين < / فهرس الموضوعات > الشيخ عبد المهدي مطر ابن الشيخ عبد الحسين ولد في النجف الأشرف سنة 1900 م وفيها نشا ودرس حتى غدا علما من أعلامها علما وأدبا وشعرا . وكان على جانب كبير من طيب الذات وحسن المعشر وكرم الخلق . كان من الأعضاء [ العاملين ] العامليين في جمعية منتدى النشر في النجف منذ إنشائها ، وتولى تدريس النحو في كلية الفقه . هو إلى جانب علمه الجم في الفقه والأصول والحديث والتفسير والنحو ، في الطليعة من شعراء العرب المبدعين في هذا العصر ، ولكن محيطه الضيق وظروف حياته وابتعاده عن توسل وسائل الأعلام وغير ذلك ، حرم الأمة العربية من وصول شعره إلى كل وسط من أوساطها وحصره في نطاق ضيق لم يتعده فضاع اسمه في الضوضاء الفارغة التي تحيط بالأسماء الفارغة ، ومن المؤسف أن ديوانه ظل مخطوطا لم يطبع ، والله وحده يعلم إلى أي مصير سيصير . ولم يصلنا من شعره إلا هذا القليل الذي يراه القارىء فيما يلي . وقد طبع من مؤلفاته كتاب ( دراسات في قواعد اللغة العربية ) في أربعة أجزاء . < فهرس الموضوعات > من شعره < / فهرس الموضوعات > من شعره : قال وأنشدها يوم الاحتفال بافتتاح الباب الذهبي الذي أهداه بعض الايرانيين لمقام أمير المؤمنين في النجف سنة 1373 : < شعر > ارصف بباب علي أيها الذهب واخطف بابصار من سروا ومن غضبوا وقل لمن كان قد أقصاك عن يده عفوا إذا جئت منك اليوم اقترب لعل بادرة تبدو لحيدرة أن ترتضيك لها الأبواب والعتب فقد عهدناه والصفراء منكرة لعينه وسناها عنده لهب ما قيمة الذهب الوهاج عند يد على السواء لديها التبر والترب ما سره أن يرى الدنيا له ذهبا وفي البلاد قلوب شفها السغب ولا تضجر أكباد مفتتة حتى يذوب عليها قلبه الحدب أو يسقط الدمع من عيني مولهة أجابها الدمع من عينيه ينسكب تهفو حشاه لأنات اليتيم بلا أم تناغي ولا يحنو عليه أب < / شعر >
106
نام کتاب : مستدركات أعيان الشيعة نویسنده : حسن الأمين جلد : 1 صفحه : 106