نام کتاب : مستدركات أعيان الشيعة نویسنده : حسن الأمين جلد : 1 صفحه : 126
عبد الله ع دنانير ، وأمرني أن أقسمها في عيالات من أصيب من عمه زيد ، فقسمتها ، قال : فأصاب عيال عبد الله بن الزبير الرسان ، أربعة دنانير . وروى الشيخ المفيد هذه الرواية عن أبي خالد الواسطي ، قال : سلم إلي أبو عبد الله ع ألف دينار . . . وذكر نحوه ، ولعلها واقعة أخرى غير ما جرى على يد عبد الرحمن بن سيابة . وقد ذكر العلامة الحلي بعد نقل الرواية : إن هذه الرواية تعطي أنه كان زيديا وسياتي مناقشة هذه الجهة في عنوان « مذهبه » . أقول : كون عبد الله هو المستشهد مع زيد ، هو المشهور ، والمفهوم من هذه الروايات أنه أصيب معه ، لكن أبا الفرج الأصفهاني ذكر في المقاتل ما يدل على أن عبد الله بن الزبير بقي إلى زمان محمد بن عبد الله النفس الزكية ، الذي استشهد في عهد المنصور العباسي ، سنة ( 145 ) ، قال أبو الفرج : حدثنا علي بن العباس ، قال : حدثنا بكار بن أحمد ، قال : حدثنا الحسن بن الحسين ، قال : حدثنا عبد الله بن الزبير الأسدي - وكان في صحابة محمد بن عبد الله - قال : رأيت محمد بن عبد الله عليه سيف محلى يوم خرج ، فقلت له : أتلبس سيفا محلى ؟ ! فقال : أي بأس بذلك ؟ ! قد كان أصحاب رسول الله ص يلبسون السيوف المحلاة . ثم قال أبو الفرج : عبد الله بن الزبير هذا أبو أحمد الزبير المحدث . أقول : التشويش في عبارة المقاتل ظاهر في الفقرة الأخيرة ، إذ من الواضح أن عبارة « أبو أحمد الزبير » ليست صحيحة ، وأظن قويا أن العبارة هكذا : « عبد الله بن الزبير هذا أبو أبي أحمد الزبيري المحدث » وأبو أحمد الزبيري هو محمد بن عبد الله بن الزبير ، وستاتي ترجمته في عنوان « ابن أخي الفضيل » . ولو كان عبد الله مستشهدا مع زيد - الشهيد سنة 122 - فلا يمكن أن يكون هو الباقي إلى أيام محمد بن عبد الله النفس الزكية - الشهيد سنة 145 - وعبارة الأصفهاني صريحة وواضحة الدلالة على بقاء عبد الله إلى سنة ( 145 ) ، لكن الروايات الدالة على شهادته مع زيد سنة ( 122 ) غير صريحة ، ولا تدل إلا على كون عائلته في عوائل المصابين ، ولعله كان مجروحا ، مع أن عبارة الروايات تلك فيها اختلاف ، فقد حكي عن المحدث التقي المجلسي الأول قدس الله سره أنه قال في حواشي الفقيه مشيرا إلى الخبر الذي رواه عبد الرحمن بن سيابة ما لفظه : يظهر من هذا الخبر - وغيره - أن المقتول ( هو ) الفضيل ، وكان عبد الله عياله ، انتهى . قال المامقاني : وتأمل فيه الفاضل الحائري في المنتهى لما مر في ترجمة السيد الحميري من بقاء فضيل بعد زيد ومجيئه إلى الصادق ع وإخباره بقتله وإنشاده شعر السيد رحمه الله في حضرته ثم قال : ويقرب سقوط كلمة ( عيال ) [ قيل ] قبل عبد الله في نسخة أمالي الصدوق ( أي في رواية ابن سيابة ) . أقول : رواية إنشاد فضيل شعر السيد في حضرة الصادق ع صريحة في بقائه بعد زيد - وسياتي نقلها نصا - فلا يمكن أن يكون فضيل هو المقتول مع زيد قطعا ، ولم نجد من صرح بذلك . ورواية الاصفهاني صريحة في بقاء عبد الله بعد زيد إلى سنة ( 145 ) فالأمر يحتمل أحد وجهين : الأول : وهو الأقوى ، أن يكون الحاضر مع زيد هو ( عبد الله ) ولكنه لم يستشهد وإنما أصيب فقط ، فلعله كان مجروحا وعليلا وكانت عائلته بحاجة إلى نفقة ، وهذا هو الموافق لظاهر تلك الروايات ، بنقولها المختلفة . الثاني : وهو الأبعد ، أن يكون الاسم المذكور فيها هو ( عبيد الله ) وأن يكون هو الأخ الآخر لفضيل الذي لم يذكر اسمه في رواية ابن فضال عند الكشي ، ولكن نسخ الكتب المتعددة متفقة على ذكر ( عبد الله ) مكبرا . ابن أخيه قال ابن سعد في الطبقات : أبو أحمد الزبيري ، واسمه : محمد بن عبد الله بن الزبير ، مولى بني أسد ، وهو ابن أخي فضيل الرسان . وقال السمعاني : ( الزبيري ) أبو أحمد ، محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمر بن درهم ، الأسدي الزبيري ، من أهل الكوفة ، كان يبيع القت بزبالة . وقال الذهبي : أبو أحمد الزبيري ، الأسدي ، مولاهم الكوفي الحبال . قال ابن سعد : كان صدوقا كثير الحديث ، وقال أحمد بن عبد الله العجلي : كوفي ثقة كان يتشيع ، وقال السمعاني : محدث كبير مكثر وقال أبو حاتم : حافظ عابد مجتهد ، له أوهام ، وقال الذهبي : الحافظ الثبت ، ونقل الذهبي عن بندار قوله : ما رأيت رجلا قط أحفظ من أبي أحمد ، وحكي أنه كان يصوم الدهر . روى عن يونس بن أبي إسحاق ، وعيسى بن طهمان ، وفطر ، وسفيان وطبقتهم وعن مسعر ومالك بن مغول ، ومالك بن أنس ، وبشر بن سلمان وسفيان الثوري ، وإسرائيل بن يونس . وروى عنه : أحمد بن حنبل ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، وخيثمة وعبد الله القواريري وأحمد بن منيع ، وعامة أهل العراق ومحمود بن غيلان ، وأحمد بن الفرات ، ومحمد بن رافع ، وخلق ، قال نصر بن علي : قال أبو أحمد : لا أبالي أن يسرق مني كتاب سفيان ، إني أحفظه كله . قال أحمد بن حنبل : كان كثير الخطا في حديث سفيان . قال ابن سعد : توفي بالأهواز في جمادى الأولى سنة ثلاث ومائتين في خلافة المأمون ، لكن قال أحمد : مات بالأهواز سنة اثنتين ومائتين . ووصفه بالزبيري نسبة إلى جده ( الزبير ) أبي الفضيل ، يكشف عن شهرة للزبير الجد كما لا يخفى ، وقد صرح علماء الأنساب بان النسبة ليست إلى الزبير بن بكار كما توهم . ابن آخر لأخي الفضيل : ذكر ابن الجعابي في ترجمة أبي أحمد الزبيري ما نصه : إن له أخا يسمى ( حسنا ) من وجوه الشيعة يروى عنه ، وروى عن ابن نمير . وقد عنون القهبائي لمن يكنى ب ( ابن أخي فضيل ) فقال : ابن أخي فضيل ، ، عن فضيل ، عن الصادق ع اسمه ( الحسن ) صرح به في باب ما ينقض الوضوء من « الكافي » . أقول : وعن « الوافي » بسند ، عن ابن أبي عمير ، عنه : ج 4 ص 38 . لكنه في هذا المورد روى عن الصادق ع . وعلق بعضهم على قوله ( الحسن ) بقوله : لعله ابن عبد الله بن الزبير الرسان ، ابن أخي الفضيل بن الزبير . . . إلى آخره .
126
نام کتاب : مستدركات أعيان الشيعة نویسنده : حسن الأمين جلد : 1 صفحه : 126