responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 469


الرجل عنده ، فسرح إليه الأفشين أربعة آلاف فارس عليهم الحديد ، وعليهم خليفة يقال له بوماده ، فتسلموا بابك ومن معه ، وأتي به إلى الافشين ومعه سهل بن سنباط ، فرفع الافشين منزلة سهل ، وخلع عليه ، وجمله ، وتَوجَّه ، وقاد بين يديه ، وأسقط عنه الخراج ، فأطلقه ، وأطلقت الطيور إلى المعتصم ، وكتب إليه بالفتح ، فلما وصل إليه ذلك ضَجَّ الناس بالتكبير ، وعمهم الفرح ، وأظهروا السرور ، وكتبت الكتب إلى الأمصار بالفتح وقد كان أفنى عساكر السلطان ، فسار الأفشين ببابك ، وتنقل بالعساكر ، حتى أتى سُرَّ من رأى ، وذلك سنة ثلاث وعشرين ومائتين ، وتلقى الأفشين هرون بن المعتصم وأهل بيت الخلافة ورجال الدولة ، ونزل بالموضع المعروف بالقاطول على خمسة فراسخ من سامرا ، وبعث إليه بالفيل الأشْهَب ، وكان قد حمله بعض ملوك الهند إلى المأمون ، وكان فيلا عظيما قد جلل بالديباج الأحمر والأخضر وأنواع الحرير الملون ، ومعه ناقة عظيمة بُخْتية [1] قد جللت بما وصفنا ، وحمل إلى الأفشين دُرَّاعة من الديباج الأحمر منسوجة بالذهب قد رُصِّعَ صدرها بأنواع الياقوت والجوهر ، ودراعة دونها ، وقلنسوة عظيمة كالبرنس ذات سفاسك بألوان مختلفة ، وقد نظم على القلنسوة كثير من اللؤلؤ والجوهر ، وألبس بابك الدراعة الجليلة ، وألبس أخوه الأخرى ، وجعلت القلنسوة على رأس بابك ، وعلى رأس أخيه نحوها . وقُدِّمَ اليه الفيل ، وإلى أخيه الناقة ، فلما رأى صورة الفيل استعظمه وقال : ما هذه الدابة العظيمة ؟ واستحسن الدراعة ، وقال : هذه كرامة ملك عظيم جليل ، إلى أسير فقد العز ذليل ، وأخطأته الأقدار ، وزالت عنه الجدود ، وتوَرَّطته المحن ، إنها لفرحة تقتضي ترحة ، وضرب له المصاف صفين في الخيل والرجال والسلاح والحديد والرايات والبنود ، من القاطول إلى سامرا ، مدد واحد متصل غير منفصل ، وبابك على الفيل



[1] في نسخة : نجيبة .

469

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 469
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست