responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 470


وأخوه وراءه على الناقة ، والفيل يخطر بين الصفين به ، وبابك ينظر الى ذات اليمين وذات الشمال ، ويميز الرجال والعُدَدَ ، ويظهر الأسف والحنين على ما فاته من سفك دمائهم ، غير مستعظم لما يرى من كثرتهم ، وذلك يوم الخميس لليلتين خلتا من صفر سنة ثلاث وعشرين ومائتين ، ولم يرَ الناس مثل ذلك اليوم ، ولا مثل تلك الزينة ، ودخل الأفشين على المعتصم فرفع منزلته ، وأعلى مكانه ، وأتي ببابك فطوَّفَ به بين يديه ، فقال له المعتصم ، أنت بابك ؟ فلم يجب ، وكررها عليه مراراً ، وبابك ساكت ، فمال إليه الأفشين وقال : الويل لك ! أمير المؤمنين يخاطبك وأنت ساكت ؟ فقال : نعم أنا بابك ، فسجد المعتصم عند ذلك ، وأمر بقطع يديه ورجليه .
قال المسعودي : ورأيت في كتاب أخبار بغداد أنه لما وقف بابك بين يديه لم يُكلمه مَلِياً ، ثم قال له : أنت بابك ؟ قال : نعم ، أنا عبدك وغلامك ، وكان اسم بابك الحسن ، واسم أخيه عبد الله ، قال : جَرِّدوه ، فسلبه الخدام ما عليه من الزينة ، وقطعت يمينه ، وضرب بها وجهه ، وفعل مثل ذلك بيساره ، وثلث برجليه ، وهو يتمرغ في النطع في دمه ، وقد كان تكلم بكلام كثير يرغب في أموال عظيمة قبله ، فلم يلتفت إلى قوله ، وأقبل يضرب بما بقي من زنديه وجهه ، وأمر المعتصم السيَّاف أن يدخل السيف بين ضلعين من أضلاعه أسفل من القلب ليكون أطول لعذابه ، ففعل ، ثم أمر بجز لسانه [1] وصلب أطرافه مع جسده فصلب ثم حمل الرأس إلى مدينة السلام ، ونصب على الجسر ، وحمل إلى خراسان بعد ذلك ، يطاف به كل مدينة من مدنها وكورها ، لما كان في نفوس الناس من استفحال أمره ، وعظم شأنه ، وكثرة جنوده ، وإشرافه على إزالةُ مُلكٍ وقلب ملة وتبديلها وحمل أخوه عبد الله مع الرأس إلى مدينة السلام ، ففعل به إسحاق بن إبراهيم أميرها ما فعل بأخيه بابك بسامرا ، وصلبت جثة بابك على خشبة طويلة



[1] في نسخة : ثم أمر بجذ رأسه وضم أطرافه الى جسده .

470

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 470
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست