responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 468


استشعر بابك ما نزل به وأشرف عليه هرب من موضعه ، وزال عن مكانه ، فتنكر هو وأخوه وولده وأهله ومن تبعه من خواصه ، وقد تزيا بزي السفر وأهل التجارة والقوافل ، فنزل موضعاً من بلاد أرمينية من أعمال سهل ابن سنباط من بطارقة ارمينية على بعض المياه ، وبالقرب منهم راعي غنم ، فابتاعوا منه شاة ، وساموا شراء شيء من الزاد لهم ، فمضى من فَوْرِه إلى سهل بن سنباط الأرميني ، فأخبره الخبر ، وقال : هو بابك لا شك فيه ، وقد كان الأفشين لما هرب بابك من موضعه وزال عن جبله خشي أن يعتصم ببعض الجبال المنيعة أو يتحصن ببعض القلاع ، أو ينضاف إلى بعض الأمم القاطنة ببعض تلك الديار فيكثر جمعه وينضاف إليه فُلَّال عسكره ، فيرجع إلى ما كان من أمره ، فأخذ الطرق ، وكاتب البطارقة في الحصون والمواضع من بلاد أرمينية وأذربيجان والران والبيلقان ، وضمن في ذلك الرغائب ، فلما سمع سهل بن سنباط من الراعي ما أخبره به سار من فَوْرِه فيمن حضره من عدده وأصحابه حتى أتى الموضع الذي فيه بابك ، فترجَّلَ له ، ودنا منه ، وسلم عليه بالملك ، وقال له : أيها الملك ، قم إلى قصرك الذي فيه وليك وموضع يمنعك الله فيه من عدوك ، فسار معه ، الى ان أتى قلعته ، وأجلسه على سريره ، ورفع منزلته ، ووطأ له منزله ومن معه ، وقدمت المائدة ، وقعد سهل يأكل معه ، فقال له بابك - بجهله [1] وقلة معرفته بما هو فيه وما دفع إليه - : أمثلك يأكل معي ؟ فقام سهل عن المائدة وقال أخطأت أيها الملك ، وأنت أحق من احتمل عبده ، إذ كانت منزلتي ليست بمنزلة من يأكل مع الملوك ، وجاءه بحداد ، وقال له : مُدَّ رجلك أيها الملك ، وأوْثَقَه بالحديد ، فقال له بابك : أغدراً يا سهل ؟ ! قال : يا ابن الخبيثة إنما أنت راعي غنم وبقر ، ما أنت والتدبير للملك ونظم السياسات وتدبير الجيوش ؟ ! وقيد من كان معه وأرسل إلى الأفشين يخبره الخبر ، وأن



[1] في نسخة : بعتوه وجبروته .

468

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 468
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست