نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 409
وثارت العُراة ذات يوم في نحو مائة ألف بالرماح والقصب والطرادات من القراطيس على رؤسها ، ونفخوا في بوقات القصب وقرون البقر ، ونهضوا مع غيرهم من المحمدية ، وزحفوا من مواضع كثيرة نحو المأمونية ، فبعث إليهم طاهر بعدة قواد وأمراء من وجوه كثيرة ، فاشتد الجلاد ، وكثر القتل ، وكان للعُراة على المأمونية الى الظهر ، وكان يوم الاثنين ، ثم ثارت المأمونية على العُراة من أصحاب محمد ، فغرق منهم وقتل وأحرق نحو عشرة آلاف ، وفي ذلك يقول الشاعر الأعمى : < شعر > بالأمير الطاهر بن الحسين صبحونا صبيحة الاثنين جمعوا جمعهم فثار إليهم كل صُلْب القناة والساعدين يا قتيل العُراة مُلقىً على الش طِّ تطأه الخيول في الجانبين ما الذي كان في يديك إذا ما اص طلح الناس أية الخلتيْنِ أوزيرٌ أم قائد ، بل بعيد أنتَ من ذين موضع الفرْقدين كم بَصيرٍ غدا بعينين كي ين ظر ما حالهم فراح بعين ليس يُخطُونَ ما يريدون ما إن يقصدوا منهم سوى الناظرين < / شعر > واشتد الأمر بمحمد المخلوع ، فباع ما في خزائنه سراً ، وفرق ذلك أرزاقا فيمن معه ، ولم يبقَ معهم ما يعطيهم ، وكثرت مطالبتهم إياه ، وضيق عليه طاهر ، وكان نازلًا بباب الأنبار في بستان هنا لك ، فقال محمد : وددت أن الله قتل الفريقين جميعاً ، فما منهم إلا عدو : من معي ومن عليّ ، أما هؤلاء فيريدون آمالي ، وأما أولئك فيريدون نفسي ، وقال : < شعر > تفرَّقوا ودَعوني يا معشر الأعوان فكلكم ذو وجوه كثيرة الألوان وما أرى غير إفْك وتُرَّهات الأماني < / شعر >
409
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 409