responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 377


إليها نفسه ، وجعلت تمطُله ، حتى اشتد شوقه ، وقويت شهوته ، وهو في ذلك يلح عليها بالتحريك والاقتضاء ، فلما علمت أنه قد عجز عن الصبر واشتد به القلق قالت له : أنا مُهدِيتها إليك ليلة كذا وكذا ، وبعثَتْ الى العباسية فأعلمتها بذلك ، فتأهبت بمثل ما تتأهب به مثلها وسارت إليها في تلك الليلة ، وانصرف جعفر في تلك الليلة من عند الرشيد ، وقد بقيَ في نفسه من الشراب فضلة لما قد عزم عليه ، فدخل منزله ، وسأل عن الجارية فخبر بمكانها ، فأدخلت على فتى سكران لم يكن بصورتها عالما ، ولا على خَلقها واقفاً ، فقام إليها فواقعها فلما قضى حاجته منها قالت له : كيف رأيت حيل بنات الملوك ؟ قال : وأي بنات الملوك تعنين ؟ وهو يرى أنها من بعض بنات الروم ، فقالت له : أنا مولاتك العباسة بنت المهدي ، فوثب فزعاً قد زال عنه سكره ورجع إليه [1] عقله ، فأقبل على أمه وقال : لقد بعْتني بالثمن الرخيص ، وحملتني على المركب الوَعرِ ، فانظري ما يؤول إليه حالي ، وانصرفت العباسة مشتملة منه على حمل ، ثم ولدت غلاماً ، فوكلت به خادماً من خدمها يقال له رياش وحاضنة تسمى برة ، فلما خافت ظهور الخبر وانتشاره وجَّهت الصبي والخادم والحاضنة الى مكة ، وأمرتهما بتربيته ، وطالت مدة جعفر ، وغلب هو وأبوه وإخوته على أمر المملكة ، وكانت زبيدة أم جعفر زوج الرشيد من الرشيد بالمنزلة التي لا يتقدَّمها أحد من نظرائها ، وكان يحيى بن خالد لا يزال يتفقد أمر حرم الرشيد ويمنعهن من خدمة الخدم ، فشكت زبيدة الى الرشيد ، فقال ليحيى بن خالد : يا أبت ، ما بال أم جعفر تشكوك ؟ فقال : يا أمير المؤمنين ، أمتَّهم أنا في حرمك وتدبير قصرك عندك ؟ فقال : لا والله ، فقال : لا تقبل قولها ، قال الرشيد : فلست أعاودك ، فازداد يحيى لها منعاً ، وعليها في ذلك غِلْظَة ، وكان يأمر بقفل أبواب الحرم بالليل ، ويمضي بالمفاتيح الى منزله ، فبلغ ذلك من أم



[1] في نسخة : وفارقه عقله .

377

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 377
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست