responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 378


جعفر كل مبلغ ، فدخلت ذات يوم على الرشيد فقالت : يا أمير المؤمنين ، ما يحمل يحيى على ما لا يزال يفعله من منعه إياي من خدمي ووضعه إياي في غير موضعي ؟ فقال لها الرشيد : يحيى عندي غير متهم في حرمي ، فقالت :
ان كان كذلك لحفظ ابنه مما أرتكبه ، فقال : وما ذاك ؟ فخبرته بالخبر وقَصَّت عليه قصة العباسة مع جعفر ، فسقط في يده ، وقال لها : هل لك على ذلك من دليل أو شاهد ؟ قالت : وأي دليل أدل من الولد ؟ قال :
وأين الولد ؟ قالت : قد كان ههنا ، فلما خافت ظهور أمره وَجَّهته الى مكة فقال لها : أفيعلم هذا أحد غيرك ؟ قالت : ما في قصرك جارية إلا وقد علمت به ، فأمسك عن ذلك ، وطوى عليه كشْحاً ، وأظهر أنه يريد الحج ، فخرج هو وجعفر بن يحيى ، وكتبت العباسة الى الخادم والحاضنة أن يخرجا بالصبي الى اليمن ، فلما صار الرشيد الى مكة وكَّلَ من يثق به بالفحص والبحث عن أمر الصبي والداية والخادم ، فوجد الأمر صحيحاً ، فلما قضى حجه ورجع أضمر في البرامكة على إزالة نعمهم ، فأقام ببغداد مُدَيدة ، ثم خرج الى الأنبار ، فلما كان في اليوم الذي عزم فيه على قتل جعفر دعا بالسندي بن شاهك ، فأمره بالمضي الى مدينة السلام والتوكيل بدور البرامكة ودور كُتَّابهم وأبنائهم وقراباتهم وأن يجعل ذلك سراً من حيث لا يكلم به أحداً حتى يصل الى بغداد ثم يُفضي بذلك لمن يثق به من أهله وأعوانه ، فامتثل السندي ذلك وقعد الرشيد وجعفر عنده في موضع يعرف في الأنبار بالعمر [1] ، فأقاما يومها بأحسن هيئة وأطيب عيش ، فلما انصرف جعفر من عنده خرج الرشيد حتى ركب مشيعاً له ثم رجع الرشيد فجلس على كرسي ، وأمر بما كان بين يديه فرفع فمضى جعفر الى منزله وفيه فضلة من الشراب ، ودعا بأبي زكار المغني الطنبوري وابن أبي شيخ كاتبه ، ومُدَّت ستارة وجلس جواريه خلفها يضربن ويغنين ، وأبو زكار يغنيه :



[1] في نسخة : بالقمر .

378

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 378
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست